الأجور، الإضرابات، قضايا الفساد المنتشرة ودور الأحزاب محاور للنقاش أعلنت جبهة القوى الاشتراكية عن تاريخ عقد مجلسها الوطني، المقرر نهاية شهر سبتمبر المقبل، بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، وهو الموعد الذي سيكشف فيه عن أعضاء الأمانة الجديدة، بعد شهرين من تجديد زعيم الحزب، حسين آيت أحمد، الثقة في كريم طابو أمينا وطنيا أول للأفافاس. وأكدت مصادر من المجلس الوطني للأفافاس ل “الفجر” أن أشغال المجلس الوطني للحزب ستهتم بجانبين أساسيين، أوله يتعلق باستكمال عملية هيكلة الحزب، من خلال كشف الأمين الوطني الأول، كريم طابو، عن أعضاء القائمة الخاصة بالأمانة الجديدة التي ستتولى قيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة ويعرضها على المناضلين لتزكيتها. وأشار ذات المصدر إلى أن القائمة الجديدة قد ضبطت بصفة نهائية بعد مشاورات جمعت كل من كريم طابو وحسين آيت أحمد في الأيام الأخيرة وفق الاقتراحات التي قدمها الأمين الأول وبعض القيادات الحزبية. وتوقعت ذات المصادر استمرار أغلب الأعضاء في مناصبهم، دون حدوث تغيرات كبيرة على الأمانة الوطنية، خاصة وأن الفريق السابق حافظ على انسجام الحزب واستيعاب جميع الأطراف، مع التعديلات الأخيرة التي أحدثت ديناميكية وأتاحت الفرصة للشباب بدرجة كبيرة، حسب تعبير المتحدث. واستنادا إلى المصادر ذاتها، ستكون نقطة التحضير للانتخابات المحلية القادمة المحور الثاني الذي يتناوله المناضلون، ومن المنتظر أن يقدموا بشأنه الكثير من الاقتراحات، خاصة وأن هذه الانتخابات هي الوحيدة التي يشارك بها الأفافاس، بعد تدشينه لسياسة مقاطعة الانتخابات الرئاسيات والانتخابات التشريعية وانتخابات مجلس الأمة منذ أكثر من عشرية. وأضاف المتحدث أن الشق الآخر من أشغال المجلس الوطني سيخصص لتشريح الوضع الاجتماعي استعدادا للدخول المقبل، من خلال التطرق إلى جملة من الانشغالات الراهنة، كسياسة الأجور، القدرة الشرائية للمواطن والإضرابات التي تميز أغلب القطاعات وطريقة الحكومة في التعامل معها. إلى جانب ذلك، خصص المجلس الوطني للافافاس جزءا من أشغاله لقضايا الفساد المنتشرة في القطاعات الاقتصادية، أهمها فضيحة سوناطراك ودور هيئات المراقبة. ويأتي التحضير لأشغال المجلس الوطني للحزب بعد سلسلة من اللقاءات عقدتها الفدراليات، وخصصتها لدراسة موقع الحزب ودوره في الساحة السياسية الوطنية، فيما تواصل فيدراليات الجنوب كغرداية والجلفة، التي لم تعقد دوراتها. وكشف ذات المصدر عن استمرار الحزب في التحضير للندوة السياسية التي أعلن عنها كريم طابو، خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، التي من المنتظر أن تعرف مشاركة العديد من الشخصيات الوطنية بغية إثرائها وإنجاح أشغالها، حيث وجهت دعوات للأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، ورئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش. وستخصص الندوة الوطنية للتمحيص في التجربة السياسية بالبلاد، والإجابة عن بعض الأسئلة الخاصة بالديمقراطية، ودور الأحزاب والتشكيلات، وهل هي حقا تعبر وتدافع عن تطلعات الشعب والدور الذي تلعبه المعارضة، مع تسليط الضوء على القضايا ذات الصلة بالاقتصاد الوطني، انتشار الفساد وأثر تلك الظواهر على صورة الجزائر.