دشن حزب جبهة القوى الاشتراكية إستراتيجيته المسطرة في مؤتمره الرابع، والخاصة بتقوية صفوفه بالاعتماد على النقابات المستقلة، بفتح مقره، يوم الخميس، لاحتضان التجمع الذي نشطته النقابات المستقلة، وهذا بعد أن قوبل طلبها للحصول على قاعة من قبل السلطات العمومية بالرفض• واعتبر السكرتير الأول للحزب "كريم طابو"، أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الحزب، أن منح الأفافاس مقره لممثلي الجبهة الاجتماعية للحديث عن انشغالاتهم ومشاكلهم المهنية لمدة أربعة ساعات كاملة، أملته قناعة الحزب بأن البناء الديمقراطي في الجزائر يشيد عن طريق النقابات المستقلة وجمعيات المجتمع المدني والصحافة، التي استطاعت تحقيق التغيير الواقع وفرض معطيات جديدة كانت مغيبة في السابق• وتندرج عملية الترحيب التي تحضى بها النقابات المستقلة من طرف الأفافاس في سياق المخطط الجديد، الذي رسمه الحزب في مؤتمره الرابع المنعقد السنة الماضية، بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، والذي تضمنت توصياته أهمية استثمار النقابات المستقلة في تقوية وتعزيز هياكل الحزب، سيما وأنها تتمتع بتمثيل واسع على المستوى القاعدي، خاصة تلك الناشطة في ميدان الصحة والتعليم• وعلى صعيد آخر، فسر "كريم طابو" الأحداث التي هزت ولاية شلف، الأسبوع الماضي، على أساس أنها "مظهر من مظاهر التعبير عن الإحباط النفسي، الذي أصيب به المواطن، وانعدام الثقة بينه وبين المنتخبين والسلطات العمومية"• واعتبرها حلقة من حلقات الغضب الشعبي، الذي اندلع من منطقة القبائل سنة 2001، لتمتد شرارته عبر مختلف نقاط الوطن، مرورا بولاية تيارت، غرداية وأخيرا شلف، مواصلا أن السلطات تتعمد تفسير هذه الأحداث بمنئ عن أسبابها الحقيقية، والظروف التي أوجدتها من خلال إضفاء عليها الصفة المحلية• ودعا رئيس الحزب "حسين آيت احمد" في الرسالة التي وجهها إلى المجلس الوطني، بمناسبة انعقاد دورته الاستثنائية، يوم الخميس، إلى "ترقية السياسة بغية بناء ديمقراطي للوطن المغاربي، حان الوقت لفتح حدودنا، لابد أن ترجع لشعوبنا حريتهم، قصد بناء فضاء ديمقراطي،آمن ومتقدم، وهذا شيئ ضروري لاستقرار حوض المتوسط، فندوة طنجة قد دونت آمال الإنسانية المغاربية في حيز مواصلة الديناميكية التاريخية"• وفي رده على سؤال "الفجر" حول المسار الذي أخذته المبادرة السياسية التي كان قد طلقها كل من الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير "عبد الحميد مهري"، ورئيس الحكومة الأسبق "مولود حمروش"، ورئيس جبهة القوى الاشتراكية "حسين ايت أحمد"، أشار "كريم طابو"، أن "العمل والنقاش لا يزال جاري على مستوى الحزب"، وهذا في الوقت الذي قابلت به السلطة المبادرة بصمت مطبق، كرد فعل عن عدم استحسانها للمبادرة•