بالرغم من مرور السنين وتعاقب الأجيال والحضارات لازال "الكاليش" يجوب شوارع وهران الرئيسية لأخذ صور تذكارية فيه، وذلك على واجهة البحر وفي الحدائق العمومية وحدائق التسلية، ويسترجع من خلاله سكان الباهية أيام الزمن الجميل الخالي من التلوث البيئي وما أصبحت تدر به علينا اليوم السيارات من انبعاثات غازية سامة، كثيرا ما تحدث صعوبات في التنفس بعد تلوث الجو المحيط بها. و"الكاليش" كان يستعمل سابقا كوسيلة نقل ومركبة يركبها قيادات الجيش والعائلات الأرستقراطية التي تعاقبت على الجزائر، من الإسبان والفرنسيين، حيث يتم ربطه بحصان يسير بسرعة "البرق"، ليصبح اليوم "الكاليش" رمزا للتباهي به واسترجاع الذكريات، خاصة أن ركوب "الكاليش" له طعم خاص عند الوهرانيين الذين تجدهم هذه الأيام بواجهة البحر وملتفين حوله لأخذ صور تذكارية في الوقت الذي يقوم فيه بعض العرسان بأخذ الصور فيه للذكرى. كما يتم استئجاره من قبل العائلات عندما تقبل على ختان أطفالها لأخذ صور تعكس نشوة الطفل حين ركوبه "الكاليش" الذي تجره عربة، ويجره حصان أو حصانان. هذا ونجد أن أصحاب "الكاليش" يقومون بتزيينه بمختلف الأزهار، قصد استقطاب أنظار المارة الذين لا زالوا متمسكين بالكاليش ويحنون إلى عودته مجددا في شوارع الباهية، كما يحنون إلى عودة الهدوء وتقليص ضغط السيارات والازدحام في الطرقات وعرقلة حركة المرور فيها، خاصة مع ما صارت تخلفه هذه الأخيرة من قتلى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أزيد من 4 آلاف شخص يلقون حتفهم سنويا نتيجة الإفراط في السرعة أثناء القيادة.