يتعرض هذه الأيام إنتاج الطماطم بولايات الوسط الغربي، لأسراب من الحشرات الضارة تسمى محليا »بالفرطوط« أو ب»حفارة الأوراق والثمار«، وتسببت هذه الحشرة في إتلاف مساحات زراعية تقدر بنحو 300 هكتار بولايتي مستغانم ووهران، كما أصيبت مساحات اخرى شاسعة بولايات مجاورة كالشلف وعين الدفلى. ... وتعكف المصالح المختصة على حصر حجم الخسائر والأضرار، واستنادا الى المحطة الجهوية لوقاية النباتات فإن الأضرار ستكون وخيمة في حالة عدم اتباع الفلاحين الإجراءات الوقائية، التي تتمثل في عملية جمع وتجميع اوراق الطماطم على ان يتم حرقها، بهدف القضاء على هذه الحشرات المدمرة بسرعة تكاثرها، ومن الضروري التخلص منها بهذه الطريقة التقليدية وكذا بالطرق العلمية وذلك باستعمال المبيدات الحشرية. وحسب رئيس المحطة بوعلام مخانت، فإن نجاح العملية يتم اثر شروع الفلاحين في نزع البيوت البلاستيكية تفاديا لبقاء الحشرات وتكاثرها للموسم القادم.. كما كشف ذات المتحدث أن مهندسي المحطة الجهوية لوقاية النباتات، بصدد القيام بدراسات ميدانية لتحديد الطبيعة البيولوجية لهذه الفراشة الضارة التي تعمل ليل نهار على اتلاف المحاصيل. ويؤكد الفلاحون بالولايات المذكورة حقيقة انتشار هذه الآفة على ضوء كساد الانتاج وصعوبة تسويقه إلى مختلف الاسواق بسبب تراجع الأسعار الى 10 دج، ما يعني تخليهم نهائيا عن جني المحاصيل، باعتبار أن تكاليف الجني أكبر من عملية البيع والشراء. والغريب في الأمر، أن كساد منتوج الطماطم وعدم قدرة الفلاحين على تسويقه بأسعار تضمن توازن مداخيلهم، قد أثرا بشكل واضح عليهم، من خلال نداءات الاستغاثة والرسائل التي وجهوها إلى الجهات الوصية، للأخذ بيدهم بعد ان نال انتاج البطاطا لهذا الموسم من الفلاحين، حيث أذخلتهم الخسائر المادية التي تكبدوها في دوامة المشاكل والديون العالقة، وهو الأمر الذي سيرهن مصير الاستمرار في زراعة الطماطم والبطاطا على الخصوص في ولايات اشتهرت بها كثيرا، وأضحى فيها اليوم الفلاح يدفع الثمن، لهذا ينبغي على الجهات الوصية وفي مقدمتها وزارة الفلاحة، العمل على ضرورة تقديم الدعم اللازم وتكثيف الحملات التحسيسية والإعلامية وسط الفلاحين.