لم يعد استعمال الهاتف النقال الوسيلة الوحيدة للجزائريين في تبادل تهاني عيد الفطر المبارك، حيث طالما اشتكى أفراد المجتمع من تدخله في ربط العلاقات الاجتماعية والعائلية بدل الزيارات وحرارتها الإنسانية، بل دخلت في المعادلة وسائط أخرى تعمق القلق الأجتماعي، حيث احتل البريد الإلكتروني وصفحات الفايس بوك حيزا هاما في أيام الأعياد والمناسبات السعيدة فبعد توفر تقنية الأنترنت في أغلب البيوت الجزائرية، وجد معظم الشباب فيها الوسيلة المثلى للتعبير عن فرحة العيد وتبادل الأماني الطيبة بين الأهل والأقارب والأصدقاء، حتى إنهم صاروا يتفننون في إرسال الرسائل والبطاقات الإلكترونية المليئة بالورود والعبارات المتحركة، فيبعثون برسالة واحدة على البريد الإلكتروني إلى مجموعة كبيرة من الأصدقاء في بضع ثواني تختصر المسافات بالنسبة لهم، كما أن المحادثات على الفايس بوك والسكايب الشيقة والممتعة تجمعهم مع أصدقاء وأقارب في كل أنحاء العالم، يعتبرونها أفضل للتواصل بينهم. لكن موضوع استعمال التكنولوجيا في تبادل تهاني العيد له مؤيدين ومعارضين، ففي هذا الجانب تقول حكيمة، طالبة إعلام آلي “إن استخدام التقنية الحديثة في المعايدة صار من الأشياء المألوفة لدى الجزائريين، خاصة الشباب، باعتبارها سهلة الاستعمال ويكفي أن تكتب رسالة واحدة وتبعث بها إلى مئة صديق، فتهنئهم بالعيد في وقت قصير”، وتضيف المتحدثة “من المستحيل أن تذهب لزيارة كل معارفك في يوم واحد، خاصة بالنسبة للعاملين”. وعلى عكس ما قالته حكيمة، يرى حسين أن التقنية الحديثة أبعدت الناس عن بعضهم البعض، فلا يقتصر الأمر على تبادل المكالمات الهاتفية وتبادل الرسائل الإلكترونية بين الأصدقاء فقط، بل تعداه إلى أقرب المقربين، حيث استغرب محدثنا كيف أن ابنا يبعث برسالة “أس أم أس” لأبيه ليهنئه بمناسبة العيد، وهو الأمر الذي يراه غير معقول، يعلق محدثنا قائلا “فبدل صلة الرحم وزيارة الأهل ظهرت هذه السلوكات الجديدة منافية للعادات والتقاليد التي صارت تطبع أعياد الجزائريين في الآونة الأخيرة، عوض تبادل الزيارات والتفاف الأحباب حول حلويات العيد التقليدية في جو من الفكاهة والحديث الشيق“. في حين تقول أمينة “من منا يستطيع التخلي عن هاتفه النقال في هذه الأيام، لكن لكل مقام مقال”. وتضيف “أنا أبعث بالرسائل الإلكترونية إلى الأصدقاء وزملاء الدراسة، وهناك فئة أخرى من الأحباب المقربين أكلمهم بالهاتف، كما أني أخصص وقتا لزيارة الأقارب رفقة والدتي”، وراحت توضح أنه “لا ينبغي لوسائل التكنولوجيا واستعمالها السهل أن تتسبب في إصابة الروابط والعلاقات بين الأهل والأحباب بشيء من البرودة، بل يجب أن نستغلها في الوقت المناسب من أجل السؤال عن الذين لا يمكننا زيارتهم أو لقاؤهم لبعد المسافة وتعذّر الذهاب إليهم وتهنئتهم بالعيد”.