أصبح العثور على مقعد دراسي في الأقسام التحضيرية كالبحث عن إبرة في كومة قش، كون أن بعض الأولياء لا يزالون يعتقدون بأن التسجيل في القسم التحضيري لأبنائهم أمرا إجباريا، لكن وللأسف ظروف ما حالت دون تحقيق رغبة الأغلبية منهم في ظل نقص الأفواج التي لا تتسع سوى ل25 تلميذا، الأمر الذي أثار تذمرا في أوساط آلاف العائلات بسبب عدم إيجاد مكان لأبنائها في المدارس العمومية. تحدثت” الفجر” مع العديد من العائلات في هذا الشأن حول مشكل عدم إيجاد مقعد دراسي لأبنائها، واكتشفنا الخلط الذي وقع فيه أغلب الأولياء في إشكالية إجبارية التعليم التحضيري، إلا أن أغلبهم عبروا عن استيائهم في عدم قبول كل الملفات التي أودعت على مستوى المؤسسات التربوية وخوفهم من حدوث فوارق بين التلاميذ الذين التحقوا بالنظام التحضيري والذين لم يسعفهم الحظ في الاستفادة من هذا النظام، بالإضافة إلى جهل العديد منهم القوانين واحترام مبدأ الأولويات. قالت لنا ربة بيت، ممن تحدثنا إليهن بأنها لم تجد لابنها البالغ من العمر خمس سنوات مقعدا دراسيا والسبب يعود إلى عدم وجود مقعد في الأفواج. من جهة أخرى، قال لنا أحد الأولياء إنه اصطدم العام الماضي بمقولة أنه يوجد برنامج خاص في الفصل الأول لتوحيد المستوى في السنة الأولى ابتدائي بين الأطفال الذين استفادوا من الأقسام التحضيرية والذين لم تتح لهم الفرصة بالالتحاق بزملائهم. وفي هذا الشأن، سألنا رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، عبد الكريم بوجناح، حول التعقيدات التي تتخبط فيها العائلات بهذا الخصوص، حيث كشف هذا الأخير بأن على وزارة التربية أن تراعي ظروف التلاميذ والسهر على راحتهم والاستماع لانشغلات الأولياء وتوفير المقاعد اللازمة لضم هؤلاء التلاميذ، بالإضافة إلى عدم احترام المؤسسات التربوية التعليمات التي تصدر من وزارة التربية. وفي سياق آخر، قال ذات المتحدث بأن الفوج الواحد لا يتسع إلا ل25 تلميذا فقط، وعلى الجهات المعنية توفير أفواج أخرى للتخفيف من الضغط على التلاميذ، حيث يصل عدد التلاميذ في أقسام مديرية التربية شرق وغرب الجزائر إلى 50 تلميذا في القسم الواحد، أما على مستوى وسط الجزائر فيوجد 18 تلميذا فقط. وطالب بوجناح بضرورة تفطن وزارة التربية في اختيار الأستاذ الأنسب لتدريس الأطفال في الأقسام التحضيرية الذين يتطلبون رعاية واهتمام خاصين بهم، وهو عكس ما نلاحظه في مدارسنا وهو وقوع هؤلاء الأطفال في أيدي أساتذة لا يمتون إلى سلك التعليم بصلة، وبالتالي ينعكس سلبيا على التلميذ، ما يجعله عاجزا عن الاستيعاب والتركيز. وفي نفس السياق، يقول ذات المتحدث بأنه يجب تسخير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية للتلاميذ، وذلك بالاعتناء بفضاء الأقسام التحضيرية وتوفير الراحة وتجهيز الأثاث والطاولات الملائمة لهم، وإعداد برنامج خاص بهم من خلال النشاطات الثقافية والترفيهية لتنمية قدرة الطفل، وكذا إكسابهم العناصر الأولى للقراءة والكتابة.