في زيارة قام بها الشاب صالح محمد الأمين لمقر جريدة “الفجر” تحدث طويلا وبمرارة عن مشاكل الطفولة المسعفة في الجزائر منذ يوم ميلادهم وخروجهم إلى الحياة... وما صالح إلا عينة من مئات من الأطفال الذين يطلق عليهم تسمية “أرباب الدولة” الذين يعانون في صمت مشكل الوثائق يعيق التحاق ابنيه بمقاعد الدراسة رسالة الأمين العام لوزارة التضامن لم تشفع له في الحصول على شالي بعد الخروج من المركز .. الوجهة مجهولة والمصيرغير محدد بداية المعاناة انطلقت بعد عقد قران صالح وفائزة في مركز الطفولة المسعفة بسيركوف، الذي كبرا فيه، وبعد مدة ثلاثة أشهر تم إخراجه وزوجته من المركز مع فئة كبيرة من أمثاله ممن تجاوز عمرهم 18 سنة، حيث لم يجد هذا الأخير خيارا سوى السكن في خيمة قرب مولد الكهرباء في بلدية برج البحري، في ظروف صعبة، بدون ماء ولا كهرباء ولا توفر أدنى شروط الحياة الكريمة. المشكل الأكبر هو عدم حصوله على مسكن محترم رغم أنه تقدمه بطلب في هذا الخصوص عدة مرات لمصالح بلدية برج البحري إلا أنه لم يلق الإجابة. وفي هذا الشأن قال المتحدث “رئيس البلدية رفض استقبالي رغم تقديمي لأربعة ملفات للاستفادة من سكن اجتماعي”. وقد قام الأمين العام لوزارة التضامن، خلادي بوشناق، في 21 جانفي 2008 بإرسال رسالة إلى الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لدار البيضاء، تحصلت “الفجر” على نسخة منها، يلتمس فيها التدخل لمساعدة عائلة صالح محمد الأمين للحصول على شالي باعتباره من فئة “أرباب الدولة” وزوجته أيضا من نفس الفئة ويمر بظروف اجتماعية صعبة وذلك من أجل اندماجهم في المجتمع. لكن منذ ذلك الوقت لم يحل المشكل وبقي صالح وعائلته مشردين في الشارع تحت رحمة الظروف الاقتصادية والاجتماعية المزرية، حتى إن أولاده أصيبوا بالمرض من جراء المبيت في الشارع. طفل مسعف بدون شهادة.. ورب أسرة بدون عمل وحسب المتحدث فقد تعرّض لعدة مشاكل خارج مركز الطفولة المسعفة ووجد الأبواب التي طرقها موصدة، خاصة في ما يتعلق بإيجاد عمل يعيل به أفراد أسرته، خاصة وأنه رزق بطفلين، قائلا “خرجت من المركز بدون شهادة تعليمية ولا دبلوم مهني ولا أية وثيقة تساعدني على إيجاد منصب شغل، لم نتعلم في المركز سوى تقطيع الورق وعمل الأشغال اليدوية”. ...ومصير أبناء الطفل المسعف يشبه قدر آبائهم قال صالح بأنه اشترى لابنه محفظة ووعده بتسجيله في المدرسة هذه السنة من أجل إسكاته. يقول المتحدث “ابني المسكين صدّق أنه سيدرس مثل أقرانه وهو يحمل المحفظة على ظهره كل يوم وينتظر وقت الدخول إلى المدرسة”، مضيفا أنه لم يتم قبوله بسبب عدم توفر شهادة الإقامة، مثلما لم يقبل من قبل لنفس السبب عندما أراد تسجيله في الروضة. وفي هذا الشأن قال المتحدث بأن عقد الزواج صحيح وأنه يملك دفتر عائلي “فلِمَ هذه التعقيدات”؟ مضيفا “نحن أبناء الدولة مجهولو الهوية لكن أبنائي لهم أب وأم ولا أريدهم أن يعيشوا نفس السيناريو الذي عشته ولا أريد أن يتذوقوا المرارة التي تجرعتها أنا وزوجتي”. وفي هذا الشأن يطالب المتحدث السلطات المعنية بإيجاد حل لابنيه وإلحاقهما بمقاعد الدراسة مثل أقرانهما. من جهة أخرى يطالب بالحصول على مسكن يأويه ويجمع أفراد أسرته، ويخرجهم من الظروف المزرية التي يتخبطون فيها. ليطرح في الأخير علامة استفهام كبيرة عن الحل هل في الانتحار أم في الهجرة غير الشرعية؟