تعرف أغلب المستشفيات والمراكز الصحية بعنابة منذ أكثر من أسبوع حالة استنفار قصوى بسبب تزايد معدل الإغماءات وسط المرضى المصابين بالضغط الدموي والسرطان، خاصة لدى فئة الشيوخ والأطفال الذين أصيب عدد منهم بمضاعفات وتعقيدات صحية بسبب الندرة الحادة التي مست الأدوية الكفيلة بعلاجهم وتخفيف الألم عنهم وهذا بكافة الصيدليات التابعة للقطاع العمومي، وهو الأمر نفسه الذي لمسناه على مستوى الصيدليات الخاصة. وحسب عدد من الأطباء الأخصائيين، فإن الفئة العمرية الأكثر تضررا من ندرة الأدوية خلال الأيام الأخيرة المصابون بأمراض الضغط الذين فقد البعض منهم توازنه لعدم تناولهم الأدوية الخاصة بهم مثل دواء “موديروتيك” ومثيلتها من أنواع أخرى مصنفة ضمن نفس القائمة العائلية لها. وأضاف أغلب الأخصائيين ل“الفجر” أنهم لم يجدوا بديلا لمعالجة المرضى الذين يقصدون المستشفيات والمراكز الصحية بحثا عن العلاج إلا تهدئتهم ببعض الحقن المهدئة ذات المفعول الذي لا يدوم إلا لفترة قصيرة. وفي ذات السياق، أشار مسيرو الصيدليات التابعة سواء للقطاع العام أو الخاص بأن الأدوية الخاصة بمرضى الضغط منعدمة تماما، وندرتها مرتبطة بتأخر المستوردين وكذا المنتجين المحليين لها في توزيعها على الصيدليات، رغم أن وزارة الصحة على لسان المسؤول الأول عن القطاع سبق لها منذ مدة قصيرة أن طمأنت المرضى والصيادلة بتوفر هذه الأنواع من الأدوية ولا توجد أية ندرة، وهو ما أكده الوزير جمال ولد عباس شخصيا عند تنقله في آخر زيارة له إلى عنابة، من خلال سؤال ل “الفجر” يخص أسباب ندرة عدد من الأدوية في الصيدليات، حيث اكتفى بالقول إن الجزائر هي البلد المستهلك الأول إفريقيا للدواء بنسبة تقدر بثمانية بالمائة، ليضيف أن الدولة خصصت ثلاثة ملايير دينار لمحاربة الندرة التي قال بشأنها إنها لا وجود لها، وكل ما في الأمر أن المرضى يجهلون وجود أدوية جنيسة بإمكانهم استعمالها.