أمام موجة الحر الشديدة وغير العادية التي اجتاحت وهران والولايات المجاورة لها، لم يجد المسؤولون على القطاع الصحي سوى توجيه استدعاءات استثنائية لكل الأعوان والممرضين وحتى الأطباء الذين يوجدون في عطلة، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي تعيشه مختلف المصالح الطبية بالمستشفى، لاسيما مع تعرض العديد من المرضى إلى حالات إغماء بسبب الحرارة الشديدة التي فاقت في بعض الأحيان 46 درجة حسب مسؤولين في مصلحة الأرصاد الجوية. وفي هذا الإطار وأمام هذا الوضع الاستثنائي، لم تجد إدارة المستشفى الجامعي سوى الاتصال بمستخدميها للالتحاق عاجلا بمناصبهم، قصد احتواء الضغط الحاصل بالعديد من المصالح الطبية، كما هو الشأن بمصلحتي التوليد والحروق وحتى الأمراض الصدرية وكذا الاستعجالات الطبية التي تم فيها استنفار جميع المستخدمين دون استثناء.وقد أثرت موجة الحر التي عرفتها الولاية خلال الأيام الأخيرة والتي تزامنت مع شهر رمضان، على العديد من المرضى المصابين بالأمراض المزمنة خاصة الشيوخ والنساء الحوامل والأطفال الرضع. وحسب مدير الإدارة العامة بالمستشفى الجامعي، فإن أغلب المصالح الطبية الحساسة تعيش حالة من الضغط غير المتعود عليه، حيث كانت تستقبل مايعادل 70 مريضا أو مصابا وهو ما يعتبره الممرضون أمرا غير عادي مقارنة ببقية الأيام الأخرى، واستقبلت يوم أمس مصلحة الاستعجلات الطبية لوحدها 598 مصابا أجريت لهم الفحوصات اللازمة ليتم توجيههم لمصالح أخرى. كما استقبلت مصلحة الأشعة 364 مريضا وهو رقم قياسي لم تعرفه المصلحة طوال السنوات الخمس الماضية ناهيك عن الحالات التي تستقبلها مصلحة الحروق نتيجة الحوادث المنزلية المتعددة والتي فاقت 395 مريضا ومصابا وهذا كله بسبب التأثيرات المناخية الحارة التي لم يتحملها الصائمون الذين يعانون من مختلف الأمراض. أما على مستوى مصلحة الولادة، فقد تم ابتكار أدوات استعجالية للتكفل بالنساء الحوامل مثل إنشاء بطانيات جلدية لتفترشها الحوامل والنفساء بعد الولادة، ورغم هذا وأمام هذا الضغط الكبير الذي لم تتحمله القاعات المتوفرة، اضطر المشرفون على هذه المصلحة والمسيرون لها إلى الاستنجاد بالرواق وتخصيصه للنساء الحوامل أو اللائي وضعن حملهن. أما على مستوى البلديات الشرقية للولاية، فقد أكد رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى المحقن عن استقباله لضعف العدد المسجل في الأيام العادية وهذا بسبب كثرة توافد المرضى المصابين بالربو بعد تعرضهم لحالات إغماء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تشهد مناطق عين البية وأرزيو وبطيوة تفاقم الحالة الصحية لمرضى الربو لتواجدهم بمحاذاة المنطقة الصناعية التي تطلق مصانعها غازاتها المسببة لنوبات تنفسية حادة، ولعل ارتفاع درجة الحرارة غير العادي إلى مافوق الأربعين درجة أثر سلبا على المصابين بمرضى الربو والأمراض الصدرية الأخرى وزاد من معاناتهم، مما جعل الأطباء يقدمون الإسعافات الضرورية للحالات البسيطة، ويوجهون الحالات الخطيرة والمستعصية بإتجاه مصلحة الاستعجالات بمستشفى المحقن أو وهران.وفي هذا الإطار، يقول الطبيب المختص في داء الربو والأمراض التنفسية شرقي محمد إن توافد مرضى الربو إلى مصلحة الاستعجالات لايقتصر على فصل دون غيره إلا أن التغيرات الجوية الأخيرة والارتفاع الكبير وغير المتوقع لدرجة الحرارة، أثر على هؤلاء المرضى، مما جعل إصاباتهم ونوباتهم المرضية تتكرر وتتفاقم لتصبح يومية، وهو مايجعلنا ننصح المرضى بعدم التعرض لأشعة الشمس والتقليل من خرجاتهم إلاعند الضرورة القصوى.