كشف أمس مصدر من وزارة الدفاع الأمريكية عن زيارة مرتقبة اليوم لوفد أمني أمريكي رفيع المستوى للجزائر، حيث سيلتقي الوفد، الذي سيزور الجزائر اليوم أو غدا على أقصى تقدير، بمسؤولين جزائريين لمناقشة الملف الأمني في الساحل وفد أمني رفيع من البنتاغون في الجزائر اليوم لبحث الملف الأمني في الساحل وكيفية دعم الجزائر في مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما يجسد مضمون رسالة وزيرة الخارجية إلى رئيس الجمهورية المؤكد لحيوية الدور الجزائري في تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة. ذكر المصدر في تصريح ل”الفجر”، أن وفد البنتاغون سيناقش مع الطرف الجزائري كيفية تعامل واشنطن مع مكافحة الإرهاب في الساحل، وكذا السماع لاحتياجات الجزائر في هذا الإطار، وكيفية دعمها من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تعتبر الجزائر شريكا استراتيجيا وعنصرا فاعلا في محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأضاف أن اللقاء الرفيع المستوى سيتطرق أيضا إلى كيفية تعامل الجزائروواشنطن مع ملف الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. وكشف ذات المصدر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سلمت الجزائر تقارير حول نتائج عمليات مسح منطقة الساحل التي أنجزتها طائرات استطلاعية أمريكية بعد موافقة الطرف الجزائري شهر سبتمبر المنصرم أياما فقط بعد اختطاف سبعة أجانب، أغلبهم فرنسيين بالنيجر. وقال المصدر إن عملية المسح قد انتهت وسلمت التقارير الخاصة بالعملية، والتي ستتبع باستعداد لمرحلة جديدة من التعامل مع المعطيات التي أفرزتها عملية المسح بمنطقة الساحل الإفريقي، وهي العملية التي جاءت بعد طلب باريس مساعدة واشنطن التي لها علاقات جيدة مع الجزائر فيما يخص تبادل المعلومات الاستخباراتية، وبعد موافقة الجزائر، التي وضعت شروطا مقابل الترخيص للطائرات الأمريكية بعبور الأجواء الجزائرية خلال أداء مهمتها، ومن ضمنها وقف تشغيل الأجهزة عند عبور الأجواء الجزائرية والتزام الطرف الأمريكي بتقديم تقارير المسح التي تقوم بها في منطقة الساحل إلى السلطات الجزائرية، دوريا. وأشارت ذات المصادر إلى أن زيارة الوفد الأمني من البنتاغون قد تكون لها علاقة بالتقارير المذكورة المتعلقة برصد تحركات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي. وكانت واشنطن قد عبرت عن موقفها الداعم للجزائر والمتعلق بضرورة التكفل الذاتي لدول الساحل في محاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأن تأخذ دول المنطقة الدور الريادي في مكافحة الإرهاب، دون أن تقفل الأبواب في وجه مساعدة الدول الأجنبية. وكانت باريس مؤخرا لعبت على ورقة إفشال الجهود الجزائرية لتكفل دول الساحل بملف محاربة الإرهاب في المنطقة من خلال دعم مالي وموريتانيا والنيجر، غير أن تصريحات عدد من المسؤولين بالمنطقة مؤخرا حول ضرورة التعاون والتنسيق حول محاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تبعث على التفاؤل بشأن تحرك التعاون والتنسيق ميدانيا وربما القيام بعمليات عسكرية مشتركة بين مالي وموريتانيا والجزائر والنيجر مثلما اتفق عليه في الاجتماع الأخير لقادة أركان جيوش دول الساحل المنعقد في الجزائر.