لا أدري بماذا نرد على مدير أسبوعية “جون أفريك”، التونسي بشير بن يحمد ؟ فهل نرد عليه بما قاله يوما الرجل التاريخي المرحوم محمد يزيد، عندما كان سفيرا للجزائر في لبنان، وحاول مدير صحيفة لبنانية ابتزاز الجزائر مثلما تعوّد على ذلك مع سفراء بلدان عربية أخرى، حيث كتب في صحيفته “إن العنكبوت نسج بيته على باب سفارة الجزائر ببيروت”، فرد عليه السفير محمد يزيد في نفس الركن من الصحيفة “صحيح أن العنكبوت نسج بيته، لكن ليس على باب السفارة، وإنما على باب خزينة السفارة”. فهل نسج العنكبوت على باب الخزينة التي تعود بن يحمد أن يغترف منها إشهارا أكثر في كثير من الأحيان من عديد الصحف الجزائرية، وسوقا لأسبوعيته. كنا نظن أن بن يحمد وصحيفته صديق للجزائر التي فتحت له كل أبواب السوق التي توزع فيها الأسبوعية وأبواب الوصول إلى المعلومة الإعلامية وأيضا إلى سوق الإشهار، لكن يبدو أن “اللي فيه نقة ما تتنقى” كما يقول المثل الشعبي، وإلا بماذا نفسر إعادة نشر “جون أفريك” حوارا أجرته منذ 25 سنة مع العاهل المغربي، الراحل الحسن الثاني، هذه الأيام احتفاء بمرور 35 سنة على ما يسمى “المسيرة الخضراء” التي ضم من خلالها العرش العلوي الأراضي الصحراوية إلى مملكته مباشرة بعد حصول الصحراء الغربية للتو على استقلالها من الاستعمار الإسباني؟ ولا تكتفي “جون أفريك” بإعادة نشر الحوار فحسب، بل تبرز بالخط العريض عنوانا يقول فيه العاهل المغربي الراحل إن تيندوف هي أرض مغربية!! إذا كانت هذه محاولة من بن يحمد لابتزاز الجزائر للحصول على المال، فهذه لعبة قذرة لا يليق بإعلامي في حجم بشير بن يحمد أن يسقط فيها، وإن كان هذا هو رأيه في القضية الصحراوية، وفي علاقة الجزائر بالمغرب ومقتنع بأن تندوف مغربية تماما مثل الصحراء الغربية، وأن الشعب الصحراوي الذي يناضل منذ أزيد من 35 سنة للحصول على استقلاله، وفي هذا الشأن لن نلوم بن يحمد بل نلوم بلادنا التي لا تعرف كيف تختار أصدقاءها، ونلوم المسؤولين الذين أتوا ببن يحمد ومنحوه الإشهار والمكانة والثقة، وها هو يتنكر للصداقة ...