اعتبر المحلل السياسي، مصطفى صايج، خطاب الملك محمد السادس، الذي ألقاه في ذكرى ما يسمى “المسيرة الخضراء”، بالمحاولة البائسة لإثارة النزاع في الصحراء الغربية بأشكال ومبررات وهمية، لا تنطلي على الرأي العام الدولي، وخاصة المهتمين بالقضية. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، مصطفى صايج، في اتصال مع “الفجر”، إن ما ورد في الخطاب بأوهام، هو محاولة نظام المخزن تحويل طرفي النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب من خلال إقحام الجزائر كطرف مباشر في النزاع، بالرغم - يضيف محدثنا - من أن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة تؤشر على أن الجزائر إنما هي طرف مهتم بحكم الجوار مثلها مثل موريتانيا. وقال صايج إن المغرب يعيش تأثيرات داخلية وخارجية انطلاقا من اختراق حقوق الإنسان والاعتداءات على الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة، ما جعل الملك محمد السادس يحاول توجيه الرأي العام المحلي والعالمي نحو الجزائر، على أساس أنها هي التي تعتدي على حقوق الإنسان والمواثيق الدولية في تعاملها مع اللاجئين في تندوف. كما يرى في نفس السياق، الباحث والأستاذ في كلية العلوم الساسية والإعلام، أن الخطاب في حد ذاته يؤشر على حالة من الإحباط تسود القصر الملكي في إدارة النزاع في الصحراء الغربية، حيث استطاعت جبهة البوليساريو أن توظف بنجاح ورقة حقوق الإنسان لصالح قضيتها بدعم القوى المجتمعية الدولية، كما حدث في قمة باريس الأخيرة، عندما رافعت منظمات أوروبية غير حكومية لصالح إنسانية القضية الصحراوية. وأضاف محدثنا أن النظام الملكي يحاول أيضا إيهام الرأي العام الدولي، بأن خيار الحكم الموسع الذاتي هو الخيار الوحيد في المفاوضات، بالرغم من أن الأممالمتحدة في لوائحها تصر على التفاوض على كل الخيارات وبدون شروط مسبقة، وهي الرسالة التي يريد محمد السادس إيصالها عشية بدء المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في منهاست بنيويورك تحت رعاية الأممالمتحدة.