سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء في الجماعات الإسلامية يدعون إلى معاقبة المفتين باعتبارهم “رأس الفتنة” قالوا إن القضاء النهائي على الإرهاب في الجزائر يحتاج إلى نضج المراجعات الفكرية
المنظرون يوظفون الشرع لتضليل النشء ثم يتركون الشباب بين مخالب الفتن عند الخطر أكد عدد من الفقهاء والمتخصصين في فكر الجماعات والفرق الإسلامية على أهمية المواجهة الفكرية للإرهاب ومراجعات القيادات المتطرفة، كمحور من استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تحتاجها الدول للقضاء على الظاهرة، واعتبرت تجربة الجزائر في المجال “غير ناضجة”، وأجمعوا على أن القضاء على الإرهاب يتطلب بناء استراتيجيات كبيرة تتجاوز المعالجات التكتيكية الآنية. شدد عضو الدعوة والإرشاد في مدينة الرياض مدير موقع “السكينة”، بدر بن سليمان العامر، في حوار لجريدة “المدينة”، على ضرورة بناء استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب تمس أصول ومنطلقات المشكل، وتدرس كل ما يؤدي إلى صناعة الإرهاب وخلقه في الواقع، ولا تستثني أي بعد من الأبعاد التي تؤثر في وجود هذه النزعات المضرة، ومن ضمن ذلك معالجة مناهج التعليم ومعالجة ونقد الخطاب الديني والدعوي، بالإضافة إلى النظر في إسهام الإعلام في هذا الأمر، وكذا الحلول الأمنية الاستباقية، للتمكن من القضاء على الظاهرة التي ارتبطت بالإسلام بشكل كبير. وفي السياق، قال المستشار بوزارة الدفاع السعودية والمتخصص في الدراسات الإسلامية، الدكتور ناصر العبيد، أن نجاح تجربة في دولة ما، لا يكون مماثلا لنجاحها في أخرى، بالنظر إلى اختلاف الأشخاص في المدارك والثقافات. وفي سياق مناقشة المتخصصين في فكر الجماعات والفرق الإسلامية لمسائل الإرهاب ونشأته وعلاقته بالإسلام والعقائد الأخرى ودور الجماعات الإسلامية في الفكر الإرهابي وانتقاله من مرحلة الفكر إلى الجريمة، في ملتقى بالسعودية، أبرز المشاركون في حوار “المدينة”، الحاجة إلى محاربة الفكر المتطرف بالفكر، وأوضحوا أن صناعة الإرهاب وراءها مجموعات من المنظرين والباحثين الذين يدعمون الجماعة الإرهابية وجماعات العنف والتكفير بكمية كبيرة من الكتابة الفكرية والعلمية، واستدلوا بتنظيم القاعدة الذي تقف وراءه جيوش طليقة من المفتين والمنظرين يعملون على توظيف النصوص الشرعية والأحداث التاريخية لتضليل النشء وإشعال فتيل المعارك بتكفير الأنظمة والحكومات وحتى العلماء، ثم الانسحاب عند الخطر وترك الشباب بين مخالب الفتن، واعتبروا أن المفتين والمحرّضين هم السبب الأول والرئيسي في الإرهاب، داعين إلى معاقبتهم سدا للذرائع وإغلاقا لأبواب التكفير والتبديع والتفسيق، باعتبارهم سندا فكريا للعمل الإرهابي. وأجمع المتخصصون في نص الحوار على خطورة التمويل الفكري في تنمية الإرهاب وعلى الحاجة إلى مواجهة الفكر المتطرف علميًا وفكريًا بالحجة والبرهان والمناصحة مع المقاومة الاستباقية العسكرية الميدانية التي من شأنها تحقيق الانتصار على الإرهاب.