اعترف منظر الجماعة الإسلامية المصرية، الدكتور ناجح إبراهيم، بضعف تأثير المراجعات الفكرية على العناصر الجديدة للتنظيمات المسلحة في شمال إفريقيا، وأرجع ذلك إلى ضعف التواصل مع المجتمع ونشرها بين الشباب، كما ألقى جزءا من المسؤولية على الحكومات العربية التي لا تزال متخوفة من احتكاك منظري وقيادات الجماعات التائبة بالمجتمعات المحلية تجفيف منابع الفكر التكفيري ضروري للحد من تجنيد الشباب واستمرار الإرهاب اعتبر ناجح إبراهيم أن تخوف الحكومات العربية التي تشهد انتشارا للجماعات المسلحة على غرار دول شمال إفريقيا، اليمن والعراق، من احتكاك منظري وقيادات الجماعات المسلحة التائبة بمجتمعاتها المحلية، تسبب في ضعف تأثير المراجعات الفكرية على العناصر الإرهابية والشباب عامة، والذي كان بالإمكان أن يساهم في تراجع عددهم، وقطع كل سبل التجنيد على هذه الجماعات التي تعتمد الفكر التكفيري. كما أرجع ضعف تأثير المراجعات الفكرية التي بدأت “تنتعش” في المنطقة العربية، إلى وجود ثغرة كبيرة وخطيرة، تتمثل في ضعف التواصل مع المجتمع وخاصة فئة الشباب، ما قد يكون له علاقة بحداثة تجربة المراجعة الفكرية للتنظيمات الإسلامية المسلحة، بتغيير خطابها إلى نبذ العنف. ولم ينكر المتحدث، أمس في حوار لموقع “الشرفة” الإخباري، أن التجربة حققت نتائج إيجابية في عدد من الدول، لكنها تعرف ضعفا وبطءاً كبيرين في الدول التي تعيش نشاطا للإرهابيين، بتوقيع القاعدة في المغرب الإسلامي منها الجزائر. واعتبر عامل الزمن مهما في نجاح المراجعات الفكرية، فالوقت الذي تتطلبه هذه المراجعات للخروج إلى النور، تكون فيه الجماعات الإرهابية قد تمكنت من تجنيد عناصر ولو بشكل ضعيف. وأشار إبراهيم ناجح إلى صعوبة العملية وتعقيدها، حيث تتطلب مفاوضات شاقة داخل الجماعة التي تقوم بهذه المراجعات، واستدل بأن المراجعات الفكرية في الجماعة الإسلامية المسلحة في مصر، تطلبت عشر سنوات من أجل وضع إطار فقهي فلسفي شرعي، قادر على تصحيح فهم أفكار وفتاوى إسلامية صدرت منذ قرون، كضوابط وأحكام الجهاد وغيرها، وفي ذات السياق أكد على أهمية صدور قرار المراجعات الفكرية من الجماعة نفسها، وليس تحت أمر الدولة، موضحا أن الحد من انتشار التنظيمات المسلحة أو استقطابها لعناصر جديدة، مرهون بتجفيف منابع الفكر التكفيري الذي تعتمده القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما أصبح يسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي. وفي حديثه عن هذا التنظيم، قال إبراهيم ناجح إن التراكم المعرفي الذي شكلته المراجعات الفكرية خلال العشر سنوات الأخيرة، يكفي لمواجهة القاعدة أو أي فكر إسلامي يؤمن بالعنف، مستقبلا، ولكن رؤية تأثير المراجعات الفكرية يحتاج إلى وقت طويل حسبه. وبالمقابل، اعتبر المتحدث أن البناء الفكري لتنظيم القاعدة ضعيف، لاحتوائه على أخطاء فقهية كثيرة، تسببت في الحد من قدرته على التجنيد مرات عديدة، خاصة ما يتعلق بأحكام وضوابط الجهاد، وقال إن هذا النوع من الفكر أشبه بالقنبلة الانشطارية، حيث يكون الاختلاف في الآراء له علاقة بالكفر والإيمان، ومن ضمن الثغرات التي أحصاها أن التنظيم يدعو الناس إلى الانضمام إليه، وليس الدخول في الإسلام، وأضاف أن فكر تنظيم دروكدال يستهدف الشباب المتحمسين لاستغلالهم في القتال، زيادة على أن “جهادهم” يربط وجود الإسلام باستمرار القتال مع غير المسلمين أو المسلمين الذين يخالفونهم الرأي. أما الثغرة الأخرى، حسبه، فتتمثل في استهداف تنظيم القاعدة للمدنيين ولجوئهم إلى القتل، لمجرد القتل، وهو ما أدى إلى إذلال المسلمين في الكثير من أنحاء العالم، وختم إبراهيم ناجح حديثه بالقول “إن فكر القاعدة في اضمحلال لم يشهده من قبل، وهو أمام حرب أفكار شرسة، ليس قادرا على الفوز فيها”.