شهدت ولاية بومرداس طيلة الأسبوع المنصرم جملة من الفوضى والنقائص أرقت سكان وزائري الولاية، وذلك بدءا بانعدام السيولة على مستوى كامل مراكز البريد طيلة أسبوع كامل. كما عرفت جامعة امحمد بوقرة موجة احتجاجات واسعة بسبب رداءة الخدمات الجامعية على رأسها النقل الجامعي الذي نغص حياة الطلاب وجعلهم يدخلون في إضراب عن الدراسة مراكز البريد اقتصرت مهمتها على خدمة إظهار الرصيد سكان بومرداس يمضون نهارا كاملا دون هاتف نقال في حين عاش سكان وزائرو ولاية بومرداس في عزلة تامة طيلة نهار أمس الأول الخميس، بفعل غياب التغطية الهاتفية التي مست متعاملي الهاتف النقال الثلاثة: موبيليس، نجمة وجازي. وحسبما سجلته "الفجر" بولاية بومرداس، فقد عرفت مراكز البريد حالة من الفوضى اللامتناهية بسبب الانعدام التام للسيولة على مستوى كامل تراب الولاية، كما انضم مركز البريد الرئيسي الواقع بعاصمة الولاية إلى المراكز الأخرى بعدما كان بمثابة النقطة الوحيدة التي توفر السيولة النقدية للزبائن. وعبر كل من تحدثنا إليهم بالمركز الرئيسي لبريد بومرداس عن تذمرهم واستيائهم الشديدين بسبب غياب السيولة النقدية، مشيرين في السياق ذاته إلى أن هناك من تغيبوا عن الالتحاق بوظائفهم قصد سحب مبالغهم بعدما تعذر على الجميع الحصول على مستحقاتهم المالية في آجالها، وما زاد من تذمرهم هو الانعدام التام للسيولة النقدية حتى بالمركز الرئيسي الذي كان من المفروض، حسبهم، أن يبقى تحت الخدمة لمواجهة الحالات الطارئة، فبعدما كان هذا الأخير يعرف حالة من الاكتظاظ في الداخل والخارج بسبب عدم قدرة استيعاب المقر للعدد الهائل من الزبائن أصبح خاليا بعدما أصبحت مهمته تقتصر على خدمة إظهار الرصيد. وعلى صعيد آخر، عرفت جامعة امحمد بوقرة ببومرداس موجة احتجاجات واسعة أسفرت على دخول الطلبة في إضراب مفتوح طيلة أسبوع كامل وذلك على مستوى جميع كليات ومعاهد الجامعة متمثلة في كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، كلية العلوم، كلية علوم الهندسة، كلية الحقوق، إضافة إلى معهد المحروقات ومعهد الإلكترونيك، احتجاجا على الوضعية الكارثية التي آل إليها قطاع النقل الجامعي. وحسب بعض الطلبة الذين تحدثت إليهم "الفجر"، فإن معظم حافلات النقل الجامعي المستغلة على مستوى كليات ومعاهد جامعة بومرداس لا تصلح للاستعمال بسبب النقائص التي تعرفها هذه الحافلات بدءا من تدهور الأرضية الداخلية وتصدعها إضافة إلى الكراسي المكسرة التي لا توفر الراحة لمستعمليها، مشيرين في السياق ذاته إلى البرنامج المطبق في تسيير النقل الجامعي الذي لا يفي بالهدف المطلوب حسبهم، بسبب قلة الحافلات التي لا تستوعب العدد الهائل من الطلبة الذين أصبحوا يسجلون فائضا مقارنة بحظيرة النقل الجامعي بالولاية. وإلى جانب هذا، عاش سكان وزائرو ولاية بومرداس في عزلة تامة طيلة نهار أمس الأول الخميس، بفعل غياب التغطية الهاتفية التي مست متعاملي الهاتف النقال الثلاثة: "موبيليس"، الوطنية للاتصالات "نجمة" وأوراسكوم تيليكوم "جازي" و"ألو"، وذلك ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الخامسة والنصف مساء، حيث أمضى سكان بومرداس طيلة نهار كامل دون هاتف نقال، ما ذكرهم بسنوات التسعينيات أي قبل أن تنتشر خدمات الهاتف النقال بالجزائر. وقد رجح البعض أن يكون هذا الانقطاع لأسباب أمنية، بعدما أصبحت الجماعات الإرهابية المسلحة تستعمل الهواتف النقالة في صناعة القنابل التقليدية ذات التحكم عن بعد، حيث تستهدف قوافل الأمن والجيش بالطرقات العمومية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه حتى المواكب الرسمية لم تسلم من العمليات الإرهابية في بومرداس، كانت آخرها نهاية شهر نوفمبر المنصرم، عندما تعرض موكب رسمي لوزارة الداخلية والجماعات المحلية ببومرداس لانفجار قنبلة تقليدية كانت مزروعة على حافة الطريق الوطني رقم 5 بمنطقة الثنية، شرق ولاية بومرداس، حيث ضم الموكب مندوب وزارة الداخلية والجماعات المحلية، السيد خليل عبد القادر، رفقة السلطات الأمنية والتنفيذية للولاية. كما قال البعض الآخر أن قطع شبكة الهاتف النقال بالولاية يكون بسبب عمليات التمشيط الواسعة التي تقوم بها قوات الأمن المشتركة على مستوى مناطق متفرقة بإقليم الولاية، وذلك قصد عزل شبكات الدعم والإسناد عن الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بالمنطقة.