للمرة الثانية يصرح عبد الرحمن بلعياط، الأفالاني العتيد، ويؤكد أن الرئيس القادم سيكون أفالانيا، مع أن الاستحقاقات الرئاسية ما زال يفصلنا عنها أزيد من ثلاث سنوات. لا أدري من يتحدى بلعياط بهذا الكلام، وهل يعني بذلك أحزاب التحالف الرئاسي أم أطرافا أخرى داخل معمعة الأفالان، التي عوض أن تتابع تطبيق وعودها الانتخابية وما يفعله منتخبوها في الميدان، خاصة في المحليات، ومدى اهتمامهم بالمشاكل التي تواجه المواطن يوميا، والتي من المفروض أن السباق للصناديق يجري على من يتكفل أفضل بها، نجد مناضلي الأفالان يصححون تصحيحية بعد تصحيحية إلى أن اعوج كل شيء، ولم يعد هناك ما يصحح، ويجبروننا على الدخول في نقاش سابق لأوانه، وكأن السياسة هي فقط سباق انتخابي وليست استجابة لما يطمح إليه المواطن وما ينتظر تحقيقه من إنجازات في الواقع؟! أو على الأقل، بدل أن يهتم الحزب العتيد أو غيره من الأحزاب ببناء مؤسسات الدولة أو ما تحقق وما لم يتحقق من وعود قطعوها أمام الناخبين، أو أن يهتموا ببناء الحزب داخليا وجعله مدرسة حقيقية لتكوين إطارات سياسية واعية بالتحدي الذي تخوضه البلاد، نجد هؤلاء يغلقون أبواب الأحزاب ب”الضبة” والمفتاح ويرفضون منح الفرص للآخرين، ويمضون كل الوقت في صراع لا طائل منه. ثم من قال إن الأفالان هو الذي يحدد من يكون الرئيس القادم؟ فكل التجارب الانتخابية للرئاسيات، سواء أثناء التعددية أو قبلها لم يكن الحزب سوى مصفق وموافق على قرار يتخذ بعيدا عنه. فمتى استشير الأمين العام للأفالان في من يكون الرئيس القادم للبلاد، ومهمته كانت وما تزال تقتصر فقط على المساندة، في إطار ما بات يعرف بالتحالف الرئاسي الذي جمع الأحزاب الثلاثة ”الكبرى” حول الرئيس لمنحهم دورا في العملية الانتخابية، لكن كثيرا ما نجدهم يتراشقون الاتهامات ويتنابزون فيما بينهم؟! وقد يكون كلام بلعياط ردا على أصدقاء له في التحالف ظنوا أنه أتى دورهم في الرئاسة. لا أدري، لكن الذي أدري هو أن كلاما كهذا الذي قاله بلعياط لا يخدم الديمقراطية، بل فقط يدخلنا في نقاش جانبي وعقيم ولا حاجة لنا به.