قال عدد من الباحثين والمختصين العرب الذين شاركوا على مدار اليومين الماضيين في ندوة ”تحديد المعالم الأثرية وترميمها” بالعاصمة إن المعالم الأثرية تعد ذاكرة الأمم، لذلك فهي تحظى بالدراسة والاهتمام والمتابعة من قبل العديد من الهيئات التي تُعنى بالتاريخ في مختلف أنحاء العالم. كانت المدرسة العليا للفنون الجميلة، بالعاصمة، فرصة سانحة للحديث عن مكانة وأهمية المواقع الأثرية في دراسة الذاكرة العامة لأي مجتمع، وهو ما وقف عليه عدد من المختصين في هذا المجال، من أساتذة وباحثين، حيث أبرزت الباحثة والأستاذة الجامعية، نبيلة شريف، من جامعة الجزائر، المكانة التي يحتلها مسجد كتشاوة الذي يعد أحد أبرز معالم مدينة الجزائر العاصمة العتيقة، فهو يجسد التاريخ المعقد لمركز الجنينة أو دار السلطان وما يعرف اليوم بساحة الشهداء، كما أن في هذا الموقع تلتقي أكثر من ذاكرة وهي ذاكرة المسجد العثماني للقرن ال18 المشيد في موقع جامع يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر وذاكرة كاتدرائية شيدها في منتصف القرن ال 19 المحتل الفرنسي. من جهتها، قدمت الباحثة التونسية، حنيدة ذويب، وهي مساعدة بالمعهد العالي للفنون والحرف بمدينة صفاقسالتونسية، بعض التوضيحات حول المكانة التاريخية التي تحتلها بعض المواقع الأثرية بتونس، والتي تتقاطع مع الذاكرة الجزائرية أيضا خاصة وأنها شيدت في وقت الاستعمار الفرنسي، مشيرة في الوقت ذاته إلى كون التراث المعماري في تونس يعد لحد اليوم إشكالية شائكة يسهر المعنيون بها على تسويتها بأشكال مختلفة.