بلخادم كان ينتظر المعارضة من أحزاب المعارضة.. فجاءته المعارضة من داخل حزبه..! علة الغولة من جنبها كما يقال! وعندما تنعدم المعارضة من المعارضة تولد المعارضة من الحكم أو حزب الحكم نفسه! إنها صورة مضحكة لمفهوم السياسة والأحزاب والحكم والمعارضة في بلادنا! وصورة أكثر إضحاكا من ميكي ماوس لمفهوم النضال الحزبي عندنا! سألت قياديا في حزب أويحيى: لماذا لا يعرف حزبكم حركة تصحيحية كما هو حاصل في الأفالان وحمس.. فأجابني ضاحكا: التصحيح يكون للاعوجاج.. ومادام عندنا لا يوجد تصحيح فمعنى هذا أننا لا نعيش الاعوجاج الذي يتطلب التصحيح! وسألت أحد قياديي الأفالان عن الذي يحصل في هذا الحزب فقال لي: الأفالان فيها خاصية كبيرة لا توجد في الأحزاب الأخرى وهي أنها تقوم بجمع كل الانتهازيين في صفوفها.. ومن حين لآخر تعيش الأزمة لتتخلص من الزوائد الانتهازية.. وتواصل المسير! فتعجبت مما قاله لي: وقلت له هذا الكلام يمكن أن يصدقه غيري أما أنا فأعرف جيدا الأفالان.. صحيح أن الأفالان تفعل ما تقول بصورة دورية ولكنها تطرد من صفوفها النزهاء وتحتفظ فقط بالانتهازيين! ولذلك فإن الصراع قوي في صفوف هذا الحزب.. ليس بين النزهاء.. بل بين الانتهازيين وأصحاب المصالح! التصحيح الذي يناضل من أجله المناضلون الجدد ضد زعيم التصحيح السابق هو تصحيح لما يمكن أن يمس بقيم الفساد التي زرعها المصححون القدامى ويرى المصححون الجدد أنها مهددة! ويبدو أن الحرب الجارية داخل الآفة هي حرب بالوكالة بين مناضلين لحزب يريد أن يولد وحزب يريد أن يقعد أكثر مما هو قاعد كالفقر السياسي على صدر الحياة السياسية في البلاد! عندما يرى الفرنسيون حالة هذا الحزب الآن بعد قرابة 50 سنة من الصراع معه يدركون كم كانت فرنسا ديغول بليدة حتى ينتصر عليها حزب مثل هذا الحزب الذي نراه الآن لا يستطيع حتى قول لا.. لمخفر شرطة وليس سلطة..! إنها الأفالان الخالدة في نظرية صراع الأقنان.