هل جاء قول بلخادم، أول أمس، بأن مرشح الأفالان لرئاسيات 2014 هو، عبد العزيز بوتفليقة، ردا على الإشاعة التي روجها المدعو سيد أحمد عياشي، بأن الشقيق الأصغر للرئيس سيترشح لهذه الرئاسيات ؟ مهما كان الجواب على هذا التساؤل، فإن الحديث عن سباق الرئاسيات الآن سابق لأوانه ومن شأنه أن يخلق بلبلة وتشويشا على تسيير شؤون البلاد ويدخلنا في متاهات. فالأولوية هي لتطبيق برنامج الرئيس، وللإسراع بتنفيذ المخطط الخماسي الذي خصصت له ميزانية كبيرة، إلا أن انطلاقه مازال يعرف الكثير من العراقيل حتى الآن، والكثير من المسيرين يتحججون بقانون الصفقات الجديد الذي يجبرهم على التقيد ببنود القانون في إطلاق أية مناقصة، وبتشكيل لجنة للصفقات على مستوى كل مؤسسة، هذه الإجراءات التي سنتها الدولة كخطوة لمحاربة الفساد. الأولوية هي للمضي قدما في ورشات محاربة الفساد التي باشرتها الدولة منذ فترة، ومازالت لم تعط كل النتائج المرجوة منها، والأولوية لمحاربة ما تبقى من الإرهاب الذي عطل المسيرة التنموية والأولوية هي لإيجاد حل للغز قوارب الموت ولظاهرة الحراڤة الهاربين من البلاد، وما الشيء الذي جعلهم يفرون بجلدتهم الآن مع أن البلاد استرجعت شيئا من الأمن ومن الاستقرار، وهم لم يفعلوا ذلك في عز الأزمة الأمنية. لكن أولوية الأولويات هي تحقيق استقرار سياسي وإعادة الاعتبار لمؤسسات الجمهورية لتلعب دورها الذي يخوله لها الدستور، لأن كلاما كالذي قاله المدعو سيد أحمد عياشي، ثم سارع لتكذيبه، أو كالذي قاله بلخادم، سيشوش حتما على عمل هذه الورشات، بل سيشوش قبل كل شيء على عمل الرئيس، لأنه يعطي انطباعا بأن البلاد بلا أعمال ولا برامج محددة، وأن هناك تطاحنا كبيرا في القمة على كرسي الرئاسة، بل صار هذا الصراع هو أولوية الأولويات، قبل مصالح المواطن وقبل حتى المصلحة العليا للبلاد. ثم أن يقول هذا العياشي كلاما غير مسؤول في صحيفة ثم يأتي ويكذبه، ليس بالأهمية التي يمكن أن ننظر بها لكلام إطار في الدولة في حجم بلخادم، الذي كان من المفروض أن يرفض السقوط في نقاش سابق لأوانه، لأن العهدة الحالية للرئيس مازال أمامها قرابة الثلاث سنوات والنصف، وليس من مصلحة أحد الآن الاهتمام بهذه الاستحقاقات، لأنه من المفروض أنها ليست غاية في حد ذاتها.