أرجع الدكتور الطيب ولد لعروسي، من جامعة باريس، سبب عودة الأديب الجزائري أحمد رضا حوحو إلى الوطن، بعد مكوثه قرابة العشر سنوات في بلاد الحجاز، إلى الحصار الذي مارسته الصحافة السعودية ضده وأغلقت أبوابها في وجهه آنداك وأضاف نفس المتحدث، في مداخلة ألقاها بعنوان "أحمد رضا حوحو والنقد السعودي"، خلال اليوم الثالث من فعاليات الملتقى الوطني الأول "أحمد رضا حوحو بقسنطينة"، أن رضا حوحو يعد من رواد الترجمة في السعودية ومن بين الأوائل الذين مارسوها وأدخلوها إلى السعودية، كما أنه يصنف في مقدمة المجددين لفن القصة والرواية القصيرة. وفي نفس الموضوع، قال الدكتور إن هذا الروائي الجزائري تزامن وصوله إلى السعودية مع ظهور مجلة "المنهل"، التي كانت تتصدر طليعة الصحف، وقد عمل كصحفي بها وقدم لها الكثير، كما استغل تلك المرحلة لكتابة رواياته وقصصه المسرحية باللغة الفرنسية. وأضاف الطيب لعروسي أن بعض المتشددين أزاحوه من منصبه، كما أن أعماله تعرضت لضغوطات شديدة ومحاصرة، خاصة تلك التي خطها باللغة الفرنسية رغم أنه كان يطوع قصصه التي يكتبها ويجعلها تتلاءم مع البيئة السعودية. وتماشيا مع شعار الملتقى، الذي حمل اسم "من التأسيس إلى التأصيل"، والدورة المخصصة للراحل الروائي الطاهر وطار، فقد سطرت ثلاث مداخلات ضمن الفترة الصباحية لنهار أمس، تمحورت حول الفضاء القسنطيني في رواية "الزلزال" وأخرى قراءة في رواية "الحوات والقصر"، أما الأخيرة فكانت حول الطاهر وطار وتجديد الكتابة الروائية، أين اعتبر الراحل من الكتاب الذين يملكون روحا استفزازية داخل الرواية، كما أنه اعتمد على لغة تحليلية لشخصية أبطال رواياته، وقد ابتدع لغة وسطى جمع فيها ما بين اللغة العربية واللهجة العامية، مستعملا المونولوج ليتحدث عن الصراع الداخلي للإنسان والكشف عن أسرار النفس وإخفاء صفة الروائي.