يتجه وسطاء أفارقة إلى جمع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في جوبا عاصمة الجنوب، وذلك لتهيئة الأجواء خاصة بعدما تجدد الجدل بينهما بشأن القضايا العالقة المرتبطة بإجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب ذكرت صحيفة “الحياة” اللندنية في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن البشير سيتوجه إلى جوبا عاصمة الجنوب لإجراء محادثات مع سلفاكير ميارديت لتهيئة أجواء ملائمة قبل موعد الاستفتاء، كما سيزور جوبا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثا من الاتحاد الإفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم في مهمات مماثلة. وتلقت اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه أمرا من اللجنة السياسية المشتركة بين “المؤتمر الوطني“ و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” لمواصلة العمل في المسارات المختلفة على الأرض. من جهته، قال رئيس اللجنة عبدالله الصادق إنه كان على اللجنة إنهاء مهماتها قبل حلول الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في التاسع من جانفي المقبل، لكنها تأخرت في عملها بسبب عدم تعاون ممثلي الجنوب فيها في الشكل المطلوب. وقال: “إن اللجنة أكملت الاستكشاف المسحي النهائي على الخط الفاصل بين النيل الأبيض وأعالي النيل من جهة الشرق وكذلك سنار والنيل الأزرق مع أعالي النيل، ورسمت على الورق حوالى 80 في المئة من الخط الفاصل وتبقت خمس نقاط مختلف عليها ستُرفع إلى مؤسسة الرئاسة للبت فيها”. ويذكر أن اللجنة مكلفة رسم الخط الفاصل بين شمال السودان وجنوبه والذي وضعه المستعمر البريطاني قبل خروجه من السودان في الأول من جانفي 1956. ورهنت “الحركة الشعبية” حدوث اختراق في محادثاتها مع “المؤتمر الوطني” الحاكم في شأن قضايا ما بعد الاستفتاء المرتبطة بالجنسية والديون الخارجية والنفط والمياه، بتجاوز ترسيم الحدود وتحديد مصير منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها، بينما حذر “المؤتمر الوطني” من اشتعال حرب ثانية جراء قيام دولة في الجنوب غير معلومة الحدود. وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحزب “المؤتمر الشعبي” المعارض حسن الترابي فوات أوان الوحدة، واضعا آماله في عودة الجنوب إلى التوحد مرة أخرى بعد طلاق يقيني مقبل، لافتا إلى اندفاع التيار الاستقلالي الجنوبي بعنف وتصنيف دعاته لرافضي الانفصال ب”الخونة”، فضلا عن الاستياء العام للجنوبيين من الحكومات المتعاقبة. وتابع “الحدود بين الشمال والجنوب أعمق من تصنيفها جوار... هي مداخلة شعبين”، لكنه استبعد التوحد مع مصر، لافتا إلى أن السودان الذي لا يستطيع توحيد نفسه غير أهل للبحث عن وحدة مع غيره، مشيرا إلى أن فاقد الشيء لا يعطيه. ونادى الترابي بتأسيس حكم “شوروي ديمقراطي”، نافيا توافقهم مع بناء دولة علمانية. وقال: “لسنا مع العلمانية على نهج الغرب”، ودمغ الحكومة الحالية بأن حكمها يتنافى والشريعة، مؤكدا أنها “ليست حكومة إسلامية”. ويتوجه المواطنون الجنوبيون 9 جانفي المقبل لصناديق الاقتراع من أجل تقرير مصيرهم مابين الوحدة مع الشمال أو الانفصال عبر استفتاء يحظى باهتمام دولي وإقليمي واسع، ويجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 بشأن تقرير مصير جنوب السودان. ويرجح المراقبون أن يؤدي استفتاء الجنوب إلى انفصال أكبر بلد في القارة الإفريقية، ويرى مراقبون إن خيار الانفصال لن يكون أمرا سهلا.