يشهد مقر بريد الجزائر المركزي بعاصمة الولاية بالشلف توافد الزبائن من مختلف البلديات وحتى الولايات المجاورة، الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى تقديم الخدمات خصوصا في ظل نقص السيولة المالية، مثلما هو عليه الأمر عبر كامل مراكز بريد الجزائر ببلديات الولاية، التي ظلت تشكو على مدار الأشهر الماضية، نقصا كبيرا في تزويدها بالسيولة المالية لتلبية رغبات الزبائن المتدفقين عليها خصوصا من فئة الموظفين والمتقاعدين. ووجدت تلك الفئة صعوبات بالغة في سحب أجورهم ومعاشاتهم الشهرية التي تزامن وقت دفعها مع أجور ومرتبات فئات أخرى من الموظفين بقطاعات متعددة، الأمر الذي جعل أعوان هذه المراكز في مواجهة سيل جارف من الزبائن في ظل انعدام تام للسيولة المالية في أغلبية مراكز البريد أو نفادها في الساعات الأولى بالنسبة للمراكز التي تتحصل على سيولة مالية. وأضحى تردد المواطنين على مختلف مراكز البريد عبر بلديات الولاية دون جدوى في ظل الوضع القائم، حيث يصادف أن ينتظر المواطنون حتى العاشرة صباحا دون أن يحصلوا على أي سنتيم من مرتباتهم ومعاشاتهم المختلفة وخاصة بمراكز البريد بالبلديات الصغيرة، حيث إن مسؤولي البريد بهذه المراكز ينتظرون في قدوم السيولة المالية بهذا التوقيت ويزداد الأمر صعوبة بمراكز بريد المراكز الحضرية الكبرى للولاية، إذ تجد الكثير من المواطنين قابعين في الساعات الأولى من النهار أمام أبواب هذه المراكز، علّهم يظفرون بمراتب متقدمة تسمح لهم بسحب رواتبهم المجمدة بحساباتهم البريدية لشهور دون أن يتمكّنوا من سحبها. وما زاد الأمر تعقيدا هو تزامن صرف رواتب موظفي القطاع العمومي في وقت واحد، نتيجة لتقارب الفترات المحددة ما بين القطاعات من طرف مصالح البريد للولاية، حيث أضحى موظفو مصالح الجماعات المحلية، القطاع الصحي ومصالح الأمن والجيش في وقت واحد بالإضافة إلى موظفي قطاع التربية والعمال المتقاعدين، والذين أضحوا يصطفون في طابور واحد على خلاف الأيام السابقة، عندما كانت تتم عملية صرف رواتب هذه الفئات في فترات متباعدة، الأمر الذي كان يجعل من تخليص الرواتب تتم بصفة عادية وبسيطة دون تعقيدات، كما هو الأمر اليوم إذ وجد موظفو وأعوان البريد أنفسهم في مواجهة جحافل كبيرة من المواطنين الراغبين في سحب رواتبهم الشهرية وأجورهم المتأخرة بصفة كاملة وفورية، وهو ما صعب من العملية وجعل هؤلاء الأعوان في حيرة من أمرهم وغير قادرين على تلبية جميع طلبات المتقدمين من شبابيك البريد.