لا تختلف يوميات زبائن المؤسسات المالية في الشلف حيث يعرض كل يوم نفس المشاهد الحزينة التي آلت إليها المراكز البريدية والمصرفية على غرار البريد المركزي بوسط المدينة ومختلف البنوك، كما هو الشأن لبنكي التنمية الفلاحية وبدر على خلفية انعدام السيولة المالية ونفادها في حال وجودها قبل منتصف النهار خصوصا على مستوى الشبابيك المرصودة لسحب الأموال، في حين تنفد السيولة كلها في علب السحب الآلي قبل الساعة العاشرة صباحا حيث يصطف مئات الزبائن أمام مقر البريد المركزي لضمان مكان مع الأوائل من أجل الحصول على رواتبهم وأموالهم المودعة في البريد. وأبانت معطيات ميدانية جمعتها ''البلاد'' في الأيام الأخيرة، مشاهد في غاية السواد تمثلت في نشوب مشاجرات بين الزبائن على وقع السباب والشتائم على خلفية تذبذب في إقامة طوابير مع بروز معارك طاحنة بينهم بلغت حد استعمال العصي و''المطارق''. انعدام السيولة في بلد البحبوحة المالية يحدث هذا الواقع المر الذي ترسمه يوميات ''الشلفاوة'' في الوقت الذي يبقى فيه مسؤولو البريد يبعدون المسؤولية عن أنفسهم ويرمون بالكرة في مرمى البنك المركزي الذي يواصل بدوره قذف الكرة في شباك البريد وسط حيرة زبائن المؤسسة البريدية بشأن مصير أموالهم ورواتبهم التي يسحبونها بعد صرفها بخمسة أيام إلى أسبوع كامل بشهادة السواد الأعظم من الزبائن الذين ملوا من تشكيل طوابير طويلة منذ الصباح الباكر الى غاية منتصف النهار، فمنهم يحالفه الحظ في سحب أمواله التي لا تتعدى في أقصى الأحوال 20 ألف دينار جزائري بأمر من مسؤولي البريد. وهناك فئة أخرى تعود أدراجها تجر أذيال الخيبة كونها لا تملك مثقال ''جاه أو اكتاف'' لسحب أموالها. وبلغ الأمر أحيانا حد تمدد سلسلة الطوابير البشرية الى الشوارع والطرقات الرئيسية في ظل تدفق مواطني مختلف المناطق المجاورة على عاصمة الولاية في رحلة بحث عن أموالها وأجورها بسبب عدم قدرة مكاتب أخرى على توفير سيولة كبيرة لسد جميع طلبات الزبائن القادمين حتى من ولاية عين الدفلى التي تعاني بدورها هذا المأزق. وحسب تصريحات مدير بريد الشلف ل''البلاد''، فإن الكميات التي وفرتها المؤسسة لزبائنها في المدة الأخيرة لم تكف لسد الحجم الهائل من الطلبات محملا مسؤولية هذا الوضع للبنك المركزي الجزائري، لكن هذه التصريحات لم تقنع بالمرة زبائن البريد الذين عطلوا مصالحهم واضطروا الى تجميد مشاريعهم التجارية.