تعتزم وزارة الخارجية البريطانية إعطاء موظفي سفاراتها في مختلف أرجاء العالم دروسا في فن الدبلوماسية والتركيز على النواحي التجارية بعد فترة طويلة من الاهتمام بالنواحي السياسية. وقالت صحيفة “ذي إندبندنت” إن وزير الخارجية وليام هيغ يعتقد بأن ثمة مهارات دبلوماسية ضرورية قد تم تجاهلها في الفترة الماضية، منها الحصول على الفائدة القصوى في التفاوض مع الدول الأجنبية لصالح المملكة المتحدة، وكذلك تحسين الكفاءات الداخلية. وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة تشعر بأن الدبلوماسيين البريطانيين فقدوا العديد من الفرص، وخاصة التجارية منها، لصالح الدول الأخرى. ويعتقد هيغ أن مركزية السلطة في داوننغ ستريت خلال سنوات رئيس الوزراء السابق توني بلير أدت إلى تهميش الخارجية والافتقار إلى الإستراتيجية المتماسكة. ويصر هيغ على أن الهدف من الجهود الجديدة ضمان تعزيز قوة الخارجية وعودة دورها الأساسي في قيادة السياسة بالخارج. وتشمل الأهداف الأساسية لإصلاحاته دبلوماسية اقتصادية أو تجارية أكثر فاعلية، وإدارة شبكة عالمية قوية بأقل التكاليف، وبناء قوة عاملة فاعلة ومدربة ومدعومة وتتحلى بالقيم القوية. وكان هيغ أثناء زياراته في الخارج يشعر بالاستياء من انشغال موظفي السفارات بالرد على الكم الهائل من الرسائل البيروقراطية الإلكترونية من لندن، وهو إرث ثقيل تركته الحكومة السابقة. وقد حذر هيغ في الأونة الأخيرة من أن غياب دور الخارجية البريطانية أدى إلى تراجع نفوذ البلاد في العالم، وقال “كان لدينا حكومات تعاملت مع قضايا مثل العراق وأفغانستان دون سياسة خارجية”، مشيرا إلى أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يصف السياسة الخارجية للبلاد.