كشفت صحيفة (اندبندانت أون صندي) أمس الأحد أن وزير خارجية المملكة المتحدة الجديد ويليام هيغ يواجه أزمة سياسية حول الشرق الأوسط، بعدما سمّت شرطة دبي مواطناً بريطانياً بأنه المشتبه التاسع عشر في اغتيال محمود المبحوح القيادي البارز في حركة حماس قبل أربعة أشهر من قبل مجموعة إسرائيلية تضم حاملي جوازات سفر بريطانية مزوّرة. وقالت الصحيفة إن مصدراً في دولة الإمارات العربية المتحدة أكد بأن المشتبه به التاسع عشر وصل إلى دبي باسمه الحقيقي ويحمل جواز سفر بريطانيا حقيقيا، واطّلعت على دليل يُظهر أنه يحمل جواز سفر صادر بتاريخ 24 ديسمبر 2007 وساري المفعول لمدة 11 عاماً، وولد عام 1948 ويُعتقد أن والده يهوديٌ هاجر إلى المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وأشارت الصحيفة إلى أن شرطة دبي أبلغت الانتربول باسم ورقم جواز سفر المشتبه به البريطاني، والذي يُعتقد أنه يختبئ الآن في أوروبا الغربية وقام مؤخراً بزيارة كل من كندا وفرنسا. وأضافت إن الرجل البريطاني ووفقاً لمصادر في دبي، تم التعرف عليه حين أوقف سيارته المستأجرة بالقرب من الفندق الذي أُغتيل فيه المبحوح، ويمكن مشاهدته وهو يوقف سيارته على شريط فيديو في حوزة سلطات دولة الإمارات، وتمَّ تزويدُ الشرطة البريطانية بنسخةٍ منه. وسمّت شرطة دبي 33 مشتبهاً في اغتيال المبحوح، وكشفت التحقيقات أن 12 منهم استخدموا جوازات سفر بريطانية مزوّرة، والآخرون جوازات سفر مزوّرة ايرلندية واسترالية وفرنسية وألمانية مزوّرة أو مسروقة، ويُعتقد على نطاق واسع أنهم أعضاء في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وقالت (اندبندانت أون صندي) إن تورط بريطاني حقيقي في اغتيال المبحوح لن يساهم في تحسين العلاقات الدبلوماسية بين لندن وتل أبيب. وكان وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند أدان تزوير جوازات سفر بريطانيا وطالب إسرائيل بتقديم ضمانات بأنها لن تتكرر، وأمر بطرد دبلوماسي إسرائيلي يعمل مديراً لمحطة الموساد في السفارة الإسرائيلية بلندن في مارس الماضي بعد أن أظهر التحقيق الذي أجرته وكالة مكافحة الجرائم الخطيرة أن إسرائيل تقف وراء إساءة استخدام جوازات السفر البريطانية واستنساخ وثائق مواطنين بريطانيين عندما مرُّوا عبر مطاراتها. وذكرت الصحيفة أن نواباً إسرائيليين هاجموا قرار بريطانيا ووصفوه بأنه »عمل كلاب معادية للسامية؟«. وعُثر على المبحوح مستشهدا في غرفته بفندق (البستان روتانا) بدبي في العشرين من يناير الماضي، واتهم قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم الموساد الإسرائيلي بالتورط في اغتياله، ودعا بريطانيا إلى التعاون في التحقيق.