ما حدث، ليلة أول أمس، في مدينة ڤالمة وبعض بلدياتها لم تشهده الولاية منذ أحداث أكتوبر سنة 1988، حيث أقدم العشرات من المحتجين عبر العديد من بلديات الولاية على غرار بلدية بلخير، الفجوج، بومهرة أحمد، امجاز عمار، هيليوبوليس، على تخريب العديد من المرافق العمومية الهامة، وشلّ حركة المرور على مستوى عدة نقاط من الطرقات الوطنية الاستراتيجية، الرابطة بين ولاية قالمة وعدة بلديات شرقية مجاورة. واستمر شلل حركة المرور بها إلى الساعات الأولى من صباح أمس، فبعد أن عاشت بلدية هيليوبوليس، منذ ظهر أمس الأول وإلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس، على وقع احتجاجات عارمة من عشرات الشبان الذين غلقوا الوطني رقم 21 جهة عنابة عند منحدر “كاف البومبة”، ودخلوا في مواجهات مع مصالح الأمن والدرك، قبل أن ينقلوا احتجاجهم إلى قلب المدينة بالسخط على مقر البلدية والمركز الجواري للضرائب ومكتب البريد، ودار الحضانة، حيث قاموا برشق المرافق السالفة بوابل من الحجارة. كما عرفت بلدية حمام دباغ غربي الولاية، إقدام العشرات من الشباب الغاضب على رشق قدمقامبنى جديدا لإقامة رئيس الدائرة، ملحقين تخريبا بليغا لزجاجه، كما قاموا بتخريب مصابيح الإنارة العمومية الممتدة على الطريق الرّئيسي بقلب المدينة السياحية. ولم يجد تدخل بعض الأعيان والمنتخبين والمسؤولين نفعا مع العشرات من الشباب الغاضب، الذين أقدموا على غلق جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة، بعدما تحولت إلى معبر نجدة لسالكي الطريقين الوطنيين 80 و20، ما تسبب في مبيت العديد من عابري الطرقات الوطنية في الخلاء، وقاد إلى مواجهات بين المحتجين ومصالح الأمن والدرك الوطنيين بالحجارة، والتي خلفت إصابات من الجانبين. نفس الأجواء التخريبية عرفتها بلدية الفجوج وبلخير وامجاز عمار، أين قام المحتجون ببلدية بلخير على تخريب الثانوية ومقر الإكمالية الجديدة بحي سهيلي محمد، منتقلين بعدها إلى مقر البلدية أين قاموا بإحراق العديد من الملفات والوثائق، ثم قام البعض منهم بسرقة بعض أجهزة الإعلام الآلي وكذا بعض الأقلام والأدوات المهمة ولاذوا بالفرار.المحتجون حاولوا أيضا الاعتداء على مركز البريد لكنهم فشلوا في ذلك، كما قاموا أيضا بتحطيم وتكسير صيدلية البلدية ورشق مقر الأمن الحضري ببلخير، مما تسبب في إصابة عون للشرطة بجروح وصفته مصادرنا بغير الخطير ، وعدد من المرافق الأخرى، وعرفت بلدية الفجوج من جهتها أعمال تخريب مماثلة، شملت مقر البلدية، مكتب بريد الجزائر، ومصلحة الضرائب، مع غلق الطريق الوطني رقم 80 جهة سكيكدة. من جهتها أفادت مصادر من قسم الاستعجالات بمستشفى الحكيم عقبي أن مصالحها استقبلت 9 إصابات ليست خطيرة لأعوان الأمن.