تواصل الدبلوماسية الإفريقية مساعيها لحل الأزمة السياسية في كوت ديفوار، حيث ينتظر أن يتوجه وسيط الاتحاد الإفريقي، رايلا اودينغا، اليوم الخميس أو غدا الجمعة الى ابيدجان في محاولة جديدة لإقناع الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، بمغادرة السلطة لصالح الحسن واتارا واحتواء التصعيد الأمني تفاديا لوقوع كارثة انسانية في بلاده أمام نزوح الايفواريين الفارين من أعمال العنف وقال أودينغا، رئيس الوزراء الكيني، إنه سيتوجه إلى كوت ديفوار وذلك للمرة الثانية في محاولة لكسر الجمود المخيم على الوضع السياسي في البلاد بعد أن أجرى محادثات هذا الاسبوع مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جان بينغ، في نيروبي قبل توجهه إلى أبيدجان. وأكد أودينغا أنه ضد فكرة إمكانية تشكيل ”حكومة ائتلافية” في كوت ديفوار للخروج من الأزمة باعتبارها ”انتهاكا للديمقراطية”. وتأتي مهمة اودينغا دعما لوساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ”إيكواس” لإقناع الرئيس الايفواري المنتهية ولايته لوران غباغبو بالتخلي عن السلطة. وكان الرئيس النيجيري السابق، أولوسيجون أوباسانجو، المكلف بمهمة الوساطة من قبل الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان الذي يتولى أيضا منصب رئيس (ايكواس) قد أجرى في أبيدجان محادثات منفصلة مع كل من لوران غباغبو والرئيس المنتخب الحسن واتارا في مسعى للمساعدة في حل الأزمة السياسية في كوت ديفوار. وقال أوباسانجو خلال لقائه مع غباغبو أن ”تغيير النظام أمر حتمي في كوت ديفوار” مؤكدا دعم المجتمع الدولي القوي لواتارا. ورفض غباغبو مقترح خصمه واتارا عرض تشكيل ”حكومة وحدة وطنية” مرهون بمغادرته الرئاسة. كما رفضت ”الجبهة الشعبية الايفوارية” وهو الحزب الذي يتزعمه الرئيس المنتهية عهدته التوصل إلى اتفاق ”محتمل” بشأن تقاسم السلطة مع الرئيس المنتخب الحسن واتارا وتتزامن الوساطة الإفريقية الجديدة مع تجدد أعمال العنف في كوت ديفوار، حيث أعلنت الشرطة في البلاد أمس الاربعاء مقتل 5 من أفرادها في اشتباكات فى العاصمة أبيدجان. وكانت حصيلة الاشتباكات التي وقعت أول أمس الثلاثاء بأبيدجان ارتفعت الى خمسة قتلى على الأقل، وفقا لما نقلته تقارير إخبارية. وأوضحت مصادر إعلامية نقلا عن شهود عيان أن الاشتباكات وقعت بين قوات أمن موالية لغباغبو ومؤيدي الحسن واتار. وعلى الصعيد الانساني المتردي الناجم عن أعمال العنف في كوت ديفوار أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 600 إيفواري ينزحون يوميا من كوت ديفوار إلى ليبيريا هربا من أعمال العنف المندلعة هناك. وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية، أدريان إدواردز، في مؤتمر صحفي أمس أن المفوضية سجلت هروب 25 ألف لاجىء إيفواري حتى الآن في ليبيريا، مضيفا أن آخر حصيلة للمفوضية حول عدد اللاجئين وصل إلى 32 ألفا في هذه الدولة المجاورة لكوت ديفوار.