رفض الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو "العفو" الذي عرضته الوساطة الافريقية ك"ضمانة" له من اجل التنحي من الحكم وواصل الحصار المفروض على المقر العام للرئيس المنتخب حسن واتارا مشترطا امكانية رفعه بانسحاب القوات الجديدة التي تؤمن حراسته. و غذاة فشل مساعي الوساطة الافريقية في اقناع الرئيس غباغبو تواصل قوات الجيش الموالية له اغلاق الطرق المؤدية الى فندق "الغولف" الذى يتحصن فيه حسن واتارا منذ اعلان كل من الرئيسين فوزه في انتخابات 28 نوفمبر الماضي. وكان غباغبو قد تعهد للوسطاء الافارقة برفع الحصار على المقر العام لواتارا الا انه تراجع عن هذا القرار مبررا ذلك بوجود 300 عنصر من المتمردين السابقيون (القوات الجديدة) الذين يؤمنون حماية حراسة فندق الرئيس المنتخب واتارا دعما للقوات الاممية البالغة 800 عنصر. و في هذا السياق، أوضح ألسيدي دجيدجي رئيس الدبلوماسية في حكومة غباغبو انه "ينبغي ان يرحل المتمردون السابقون الذين يدعمون واتارا الى قاعدتهم بمعقلهم في (بواكي) (شرق البلاد) لكي يتسنى لنا رفع لحصار المفروض على الفندق". وأضاف وزير خارجية غباغبو ان" هذا الاخير و على عكس ما صرح به الوسطاء الافارقة في ختام مباحثات في ابيدجان لم يتلزم امامهم برفع الحصار على فندق الغولف و انما اكد له على انه استعداد لبحث شروط رفعه". وكان وسيط الاتحاد الافريقي رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا الذي شارك في المباحثات مع الوسطاء الافارقة الذين اوفدتهم المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا "ايكواس"الى ابيدجان الاثنين الماضي قد تعهد بتقديم "عفوا" لغباغبو و"ضمانات أمنية" سواء قرر البقاء فى أبيدجان او المنفى اذا تخلى على الحكم "وهو الالتزام الذي تعهد به الرئيس المنتخب واتارا ايضا. و في أول مقابلة تليفزيونية اجراها مع الصحافة الاجنبية منذ بدء الازمة قال واتارا ان"التدخل العسكري لا يعني أن تشتعل كوت ديفوار كل ما ينبغي عمله هو المجيء واخراج غباغبو من قصر الرئاسة". واضاف ان " العرض الذي قدمه غباغبو للتفاوض من أجل انهاء الازمة ما هو الا محاولة لشراء الوقت كي يتمكن من تجنيد مرتزقة من أجل قتل أبناء كوت ديفوار وتهريب المال للخارج". واضق اوتارا "مضت خمسة أسابيع منذ أن تم انتخابي بشكل ديمقراطي على يد شعب كوت ديفوار وبنسبة اقبال على التصويت غير مسبوقة وعلى الرغم من ذلك يتشبث غباغبو بالسلطة بناء على أعذار خاطئة لا يمكن قبولها". وفي هذه الاثناء تعهدت الوساطة الافريقية بالقيام بمهمة " أخرى"الى ابيدجان "في اقرب الاجال" لدفع المباحثات الجارية "تفاديا لوقع فراغ قد يتسبب في تعثر مسار اللمباحثات" عقب فشلها فى تحقيق انفراج فى الوضع السياسي بعد مهمتين متتاليتين. و على صعيد آخر، أعلن الان لوروا رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في كوت ديفوار انه سيقدم طلبا الى مجلس الامن بزيادة 1000 الى 2000 عنصر فى قوة حفظ السلام فى كوت ديفوار مؤكدا ان هذه التعزيزات "ضرورية" لحماية المقر العام لحسن واتارا الرئيس المنتخب الذى اعترف به المجتمع الدولى كرئيس"شرعي" لكوت ديفوار. وأشار المسؤول الاممي الى ان البعثة الاممية تواجه "عداءا متزايدا من جانب السكان بسبب "بيلنات تحريضية يبثها التلفزيون الايفواري الرسمى الموالى للرئيس لوران غباغبو". و من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي ان البعثة الأممية "أدانت مجددا انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك العمليات التي قامت بها عناصر تابعة لمعسكر الرئيس المنتهية ولايته ضد مقر معارضين مما أسفر عن اعتقال عدد كبير من الأشخاص بشكل تعسفي". أمام هذا الانسداد في الوضع السياسي في كوت ديفوار فر اكثر من 22 الف الى الدول المجاورة من بينها ليبيريا و غينيا حسبما اكدته المفوضية السامية لللاجئين مما يشير الى امتداد الازمة من كوت ديفوارالى دول تتعافى من اعوام من عدم الاستقرار.