رفض الرئيس لوران غباغبو مقترح خصمه الرئيس المنتخب حسن واتارا بتشكيل "حكومة وحدة وطنية"مرهون بمغادرته الرئاسة أولا فيما تواصل الوساطة الافريقية جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى مخرج في ظل مخاوف من أن تتحول الأزمة السياسية إلى كارثة إنسانية. و رفضت"الجبهة الشعبية الايفوارية" وهو الحزب الذي يتزعمه الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو التوصل إلى اتفاق "محتمل" بشأن تقاسم السلطة مع الرئيس المنتخب الحسن واتارا الذي يحظى بدعم دولي "واسع" في أعقاب طرح إمكانية تشكيل"حكومة وحدة وطنية "من قبل سفير كوت ديفوار في الأممالمتحدة يوسف بامبا المعين من طرف الرئيس المنتخب حسن واتارا لكن شريطة أن يغادر غباغبو السلطة. واكد باسكال عافي نغيسان رئيس الحزب رفضه لامكانية تشكيل "حكومة وحدة وطنية" برئاسة الحسن اوتارا واعتبرها "مجرد تمويه" و أمر"غير قابل للتفاوض". و كان سفير كوت ديفوار لدى الأممالمتحدة يوسف بامبا قد كشف عن إمكانية تشكيل حكومة وحدة في بلاده"إذا ما تخلى غباغبو عن المنصب الرئاسي"مشيرا إلى أن الحسن وتارا "كان مستعدا للعمل مع أتباع باغبو في أعقاب الانتخابات المتنازع عليها التي أجريت في نوفمبر الماضي". وقال بامبا خلال برنامج تلفزيوني تبثه هيئة الإذاعة البريطانية /بي بي سي/ أن"الشيء الوحيد الذي لا يمكن التفاوض عليه هو نتيجة الانتخابات"مضيفا أن "غباغبو قد هزم و آن الأوان أن يتنحى و بالتالي يتم التفاوض و العمل مع أتباع في حزبه في إطار مجلس الوزراء مركب موسع". و أوضح الممثل الدائم لكوت ديفوار في الأممالمتحدة أن" فوز واتارا لايمكن التشكيك فيه أكثر من ذلك وإذا كان غباغبو يوافق على ذلك يمكننا التفاوض لكنه ينبغي عليه الاعتراف أولا بان واتارا هو الرئيس الشرعي للبلاد". و في ذات السياق جدد معسكر الرئيس المنتخب واتارا التأكيد على أن "وقت الحوار مع غباغبو قد انقضى بعد أن رفض التخلي عن السلطة رغم اعتراف المجتمع الدولي ب"شرعية" واتارا كرئيس لكوت ديفوار. و في هذه الأثناء يرتقب أن يتوجه وسيط الاتحاد الأفريقي للازمة في كوت ديفوار رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا يوم الخميس أو الجمعة المقبلين إلى ابديجان استكمالا لجهود الوساطة الافريقية في محاولة"جديدة" لاقناع الرئيس غباغبو بمغادرة السلطة لصالح خصمه الرئيس المنتخب واتارا بعدما فشلت في مهمتين متتاليتين في تحقيق هدفها المنشود. واوضح دنيس اونيانغو المتحدث باسم اودينغا أن هذا الأخير أعلن انه سيعود إلى كوت ديفوار هذا الأسبوع حيث سيلتقي في البداية برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ في نيروبي قبل توجهه إلى ابيدجان. و يعارض اودينغا إمكانية تشكيل "حكومة ائتلافية" في كوت ديفوار للخروج من الأزمة معتبرا أن ذلك يعادل "انتهاكا للديموقراطية". وكان الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو الذي كلفه الرئيس النيجيري الحالي جاناثان غودلاك بمهمة الوساطة قد أجرى أول أمس محادثات مع طرفي النزاع لبحث أزمة ما بعد الانتخابات في إطار مسار الوساطة الافرقية التي ماتزال تستنفذ كل الطرق الدبلوماسية لفك خيوط الأزمة السياسية الايفوارية التي دخلت شهرها الثاني. واكد أوباسانجو أن "تغيير النظام أمر حتمي في كوت ديفوار"ونقل للحسن واتارا دعم المجتمع الدولي "القوي" له. وتبقى حالة الانسداد تسيطر على الموقف في كوت ديفوار أمام إصرار الرئيس غباغبو الذي يدعمه الجيش على التشبث بالسلطة ضاربا العقوبات والقيود الدولية والإقليمية عرض الحائط و في تحدي واضح لتهديد بشن عملية عسكرية يجرى الإعداد لها في الوقت الراهن على مستوى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا/ايكواس/. و ميدانيا يشهد الوضع الأمني توترا حادا في أعقاب مقتل 33 شخصا وإصابة 75 آخرين بجروح خلال اشتباكات وقعت الأسبوع الماضي حسبما أعلنته مصادر طبية. وذكرت تقارير اليوم مقتل خمسة أشخاص من بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة في اشتباكات دارت في أحد أحياء يعتبر معقل الرئيس المنتخب حسن واتارا في العاصمة ابيدجان. كما تعرضت قوات حفظ السلام الأممية في أحد الأحياء الإيفوارية لإطلاق النار من قوات الأمن الموالية لغباغبو أدت إلى انسحابها وتراجعها. و قد دعت الأممالمتحدة مجلس الأمن الدولي إلى وضع حد لبث معلومات "كاذبة و محرضة تغذى العنف السياسي" الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في كوت ديفوار. وأدان بيان تلاه رئيس المجلس سفير البوسنة لدى الأممالمتحدة أعمال العنف ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. و أدى تردي الوضع الأمني بكوت ديفوار إلى فرار 25 الف من المدنيين إلى ليبيريا وهذا منذ تفجر الوضع عقب لإعلان عن نتائج الانتخابات التي جرت في 28 نوفمبر الماضي حيث كشفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن نزوح 600 مدني ايفواري يوميا إلى الدولة المجاورة. وتتهم جماعات حقوق الإنسان قواته الأمنية باختطاف وقتل مئات من الخصوم السياسيين منذ الانتخابات الأخيرة.