الاتصالات جارية مع مختلف القوى وأحزاب طالبت بإقصاء المنظمات كشف القيادي بحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، عن لقاءات لرئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، مع نظرائه في التحالف الرئاسي، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، من أجل مناقشة “مبادرة من أجل الاستقرار السياسي”، التي أطلقت على خلفيات الاحتجاجات الأخيرة في الجزائر. كما التقى سلطاني بمسؤولين من أحزاب أخرى، منها الجبهة الوطنية الجزائرية وحركة الإصلاح الوطني، في انتظار لقاءات أخرى اليوم وغدا مع الأمينة العامة لحزب العمال، وكذا الأمين العام لحركة النهضة. وتتفاءل حمس ببلوغ المبادرة مرحلتها النهائية خلال الشهر المقبل، دون التأكد من الحجم الذي ستنتهي إليه. وقال المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم، محمد جمعة، أمس، في تصريح ل”الفجر”، إن هناك بعض الأحزاب السياسية التي ناقشت المبادرة مع مسؤول الحركة طالبت بإقصاء المنظمات والجمعيات منها، واقتصارها على الأحزاب السياسية فقط، حيث كانت حمس قد دعت جميع الأطراف الفاعلة من أحزاب معتمدة ومنظمات شبانية وعمالية ومنظمات المجاهدين وأبناء الشهداء إلى المشاركة، وتسعى إلى جعلها مبادرة الجميع لا تقصي أي طرف. وأوضح ذات المصدر إن المشاورات التي تجريها قيادة حركة مجتمع السلم مع هؤلاء بعد تأكدها من تسلم الجميع للمبادرة ودخولها المرحلة الثانية من التحضير للمشروع ستمكنها من جمع المقترحات وبلورة تصور للمبادرة قد يكون “ميثاق شرف” أو “ندوة وطنية” حول الأوضاع في الجزائر أو “جلسات عامة”. وأشار محمد جمعة إلى أن الحركة تسعى إلى الاستماع لمقترحات جميع الأطراف، وبلورة تصور يساهم فيه الجميع دون الاستحواذ على المبادرة، وأكد أن المشاورات مستمرة ومن الممكن تشكيل تنسيقية للأطراف المشاركة تكلف ببلورة التصور النهائي. وحسب البرنامج المسطر من طرف قيادة حركة مجتمع السلم، فإنه من المرجح الإعلان عن المبادرة المتعلقة برؤية للأوضاع الوطنية وتساؤلات حول التوترات الاجتماعية ومحاولة تفسير لكثير من الظواهر ذات العلاقة بالشباب والجبهة الاجتماعية بداية الشهر المقبل. وأبدى المتحدث تفاؤلا بخصوص بلوغ “مبادرة من أجل الاستقرار” مرحلة النضج دون القدرة على الحسم في شكلها النهائي، وفي السياق لم يستبعد المصدر لجوء حمس إلى صياغة مبادرة مشتركة في إطار التحالف الرئاسي الذي تستمر المشاورات مع أطرافه. واعتبر محمد جمعة أن العرب يعيشون لحظات تاريخية، إما أن يتمخض عنها الإصلاح المطلوب أو استمرار الفوضى، مضيفا أن مبادرة حركة مجتمع السلم تنبع من رؤيتها إلى الاحتجاجات الأخيرة على أنها عميقة الأسباب وليست مقتصرة على الأسباب الاجتماعية فقط، وقد يكون في هذا تأكيد على أن خفض أسعار المواد الاستهلاكية ليس كافيا.