أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بومرداس، كل من المتهمين “ب.م” و”ح.ف” بالإعدام، لمتابعتهما بجناية القتل العمدي، تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة المقترنة بظرف التعدد والكسر وبرّأت ذات المحكمة ساحة المتهم المسمى “ن.ع“ من جرم إخفاء أشياء مسروقة محصلة من جناية، وذلك بعدما طالبت النيابة العامة بالمؤبد للأول والثاني و10 سنوات للثالث، نتيجة تورطهما في قتل الضحية من أجل السرقة وهو عم المتهم الأول في قضية الحال. ترجع وقائع قضية الحال إلى شهر جانفي 2010، وقد صادف تاريخ الوقائع مقابلة للفريق الوطني لكرة القدم، إذ كان انتباه الجميع مشدودا إلى المباراة، ليغتنم المتهم “ب.م” فرصة انفراد عمه المسمى “ب.ع” البالغ من العمر 81 سنة، بمسكنه الواقع ببلدية الرويبة شرق العاصمة بعدما توجهت زوجته إلى فرنسا لزيارة ابنتهما، والذي لم يمرّ على عودته من البقاع المقدسة سوى 27 يوما، حيث توجه المتهم برفقة صديقه المدعو “ح.ف” اللذان تجمعها علاقة منذ 2003، إلى منزل الضحية. وبمجرد أن فتح هذا الأخير الباب، دفعه المتهمان باستعمال الباب الحديدي فسقط الضحية أرضا ثم قام المجرمان بتكبيله بحزام سرواله وقاما بتكميم فمه بقطعة قماش حتى لا يستطيع طلب النجدة من الجيران، قبل أن يقوما بتغطية رأسه بكيس بلاستيكي. وباعتبار أن الضحية عم والد المتهم الأول والذي هو بمثابة عمه، فإنه على دراية بأن هذا الأخير يتقاضى منحة من الدولة بصفته مجاهدا، كما أن أبناءه المقيمين بالخارج يبعثون له مبالغ بالعملة الصعبة شهريا، فقام الشريكان بسرقة جميع محتويات المنزل من مبالغ مالية بالعملة الوطنية والعملة الصعبة بالأورو والريال السعودي إضافة إلى طقم من ذهب. وحسب أوراق الملف، فإن المتهمين سبق لهما أن قاما بسرقة نفس المنزل عندما كانت زوجة الضحية بمفردها، إلا أن الضحية عفا عن قريبه وجنّبه دخول السجن. وخوفا من انكشاف أمرهما، انهالا على الشيخ الضحية ضربا إلى أن لفظ أنفاسه. وقد توجه المتهمان بعد ذلك إلى العاصمة قصد الاستحمام بمرش عمومي محاولين طمس آثار الجريمة، كما قاما ببيع مبلغ مالي من العملة الصعبة بقيمة 300 ريال سعودي لصاحب المرشّ. وأنكر المتهمان جميع الأفعال المنسوبة إليهما أمام هيئة المحكمة، كما حاول كل واحد منهما إلصاق التهمة بالآخر، وبعد المداولات أيّدت المحكمة اعتماد الحكم المذكور آنفا.