حرص حارس السوق المغطاة، لبلدية بودواو، على صون الوديعة وحفظ الأمانة جعلته يدفع حياته ثمنا لذلك، في إحدى الليالي لما همّت عصابة متكونة من ثلاثة أشخاص بالاستيلاء على أدوات ومعدات الجزارين الموجودة بمحلات بيع اللحوم، وكل ما صادف طريقهم هناك. هي تفاصيل مثيرة كشفها قاصر كان ضمن العصابة خلال التحقيق، حيث ترجع خيوط القضية، التي بتت فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس، لشهر مارس من سنة 2008، لما عُثر بالسوق المغطاة لبلدية بودواو على جثة الحارس الليلي للسوق غارقة في دمائها، بعد تعرضه لاعتداء بواسطة سلاح أبيض. وقد تمكّنت مصالح الأمن بعد البحث والتحري من التوصل إلى أحد أفراد العصابة، وهو قاصر شارك في ارتكاب الجريمة، الذي كشف عن أسماء المتهمين في قضية الحال، ينحدرون من نفس المنطقة، ويتعلق الأمر بكل من المتهمين (ل.عبد القادر) و(ب.الهادي). القاصر الشاهد والمتهم أكد أنه يوم الوقائع قصد المتهمون السوق المغطاة لبودواو لسرقة أدوات ومعدات الجزارين، غير أن الحارس تفطّن للعملية، وباغتهم وهم منهمكون في السرقة محاولا منعهم، الأمر الذي أخلط أوراقهم وزاد من إرباكهم خوفا من انكشاف أمرهم، ليقوم أحدهم بتوجيه طعنة له كانت كافية لترديه قتيلا. غير أن هذا القاصر، الذي يعتبر الشاهد الوحيد عن الجريمة، تراجع عن أقواله أمام هيئة المحكمة، حيث أكد أنه ذكر أسماء المتهمين إرضاء لأبناء عمه الذين طلبوا منه ذلك، بحجة أنه مدمن مخدرات، ولم يكن يدرك ما يقول أثناء التحقيق. من جهتهما، أنكر المتهمان الجرم المنسوب إليهما، وأصرّا على نفي التهم الموجهة إليهما. المحكمة وبعد المداولات أصدرت أحكاما متفاوتة في حقهما تراوحت بين 7 سنوات و12 سنة، لمتابعتهما بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، السرقة بظروف الليل والتعدد وحمل سلاح والكسر، بعدما طالبت النيابة العامة تسليط عقوبة المؤبد لكل منهما. فيما أدانت محكمة الأحداث القاصر الذي شارك في الجريمة بخمس سنوات سجنا نافذا، والذي يعتبر الشاهد الوحيد عن الوقائع.