أكدت حركة النهضة، أمس، أن اعتزام السلطات رفع حالة الطوارئ المفروضة في الجزائر منذ 1992 إجراء مفيد وفي الاتجاه الصحيح، لكنه يبقى إجراء غير كاف، ما لم يواكب بحوار جدي وإصلاح سياسي، اقتصادي واجتماعي. وقال الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أمس، في تصريح للصحافة على هامش انعقاد دورة طارئة لمجلس الشورى الوطني للحركة، بأن الإجراء الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية من خلال اجتماع مجلس الوزراء إجراء مفيد وبأنه كان دوما من مطالب الحركة، مضيفا بأن إجراء رفع حالة الطوارئ وحده يبقى غير كاف ومنقوصا على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الحركة تريد ألا تبقى السلطة منفردة وحدها بالرأي ولابد عليها من فتح حوار جدي مع الطبقة السياسية كافة من أجل بلورة تصور لإصلاحات سياسية اقتصادية واجتماعية في نفس الوقت. وأضاف ربيعي بأنه من الخطإ القول إن المشكل في الجزائر اجتماعي فقط، بل المشكل أعمق وأوسع ويتعداه إلى المشاكل السياسية والاقتصادية، مضيفا بأنه “شئنا أم أبينا فإننا ملزمون بإصلاح سياسي حقيقي”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن “الحركة تريد من الإصلاح والتغيير أن يتم في هدوء وبعيدا عن الفوضى وعن أي احتقان، لأن الشعب الجزائري عاش من الآسى ما يكفي وقدم تضحيات لم يقدمها أي شعب آخر في سبيل الحرية”، يضيف فاتح ربيعي. وحول التناقض بين تصريحات نائب الوزير الأول، نور الدين يزيد زرهوني، حول عدم وجود أية نية لمراجعة حالة الطوارئ لدى السلطات والتي سرعان ما تم تكذيبها من طرف مجلس الوزراء نفسه، قال ربيعي إن بعضا من مسؤولي النظام الجزائري يعطون قراءات للأحداث بشكل مستفز للشعب الجزائري، تماما مثلما يحاول البعض حصر المشكل الجزائري في الشق الاجتماعي فقط، أو أن حالة الطوارئ لم تعق الممارسة الديمقراطية.