أصبح الأنترنت اليوم منافسا شرسا لبرامج الفضائيات والكتب وحتى الجرائد، حيث أصبح إقبال السيدات وربّات البيوت على بعض المنتديات كبيرا، لدرجة أنهن اتخذنها مستشارا ومرجعا أساسيا لهن يلجأن إليه وقت الحاجة، باعتبارها وسيلة سريعة في إيصال المعلومات الغزيرة التي تتعلق بعالم المرأة من طبخ وجمال وصحة وغيرها قامت “الفجر” باستطلاع آراء بعض السيدات حول إقبالهن على تصفح بعض المواقع في الأنترنت، باعتبارها أحدث طريقة صرن يلجأن إليها للبحث عن تلبية ميولاتهن ورغباتهن، كونها تحمل آلاف المواقع النسائية، لا سيما في ميادين الطبخ والحلويات، التجميل، الأزياء والديكور وكذا استشارات طبية ونصائح وغيرها من المجالات التي تهم عالم المرأة، حيث أضحت عادة لديها تقوم بها يوميا، فبمجرد ما تصحو من نومها أول شيء يخطر ببالها هو التوجه إلى الكمبيوتر لتصفح بعض المواقع. المائدة الجزائرية بلمسة “الشيف أنترنت” يضم الأنترنت عبر مواقعه أبوابا من فنون الطبخ، فهي تلقى إقبالا كبيرا من السيدات اللواتي يفضلنها على الكتب التي تكتفي بكتابة المقادير وتصوير الطبق جاهزا بعد تحضيره، على عكس المواقع الإلكترونية التي تتضمّن تفصيلا كاملا وشاملا حول الطبق المراد إعداده. وفي هذا الشأن تقول السيدة منال، ربة منزل وأم لأربعة أطفال بأن الأنترنت ساعدها كثيرا في التعرف على مطابخ البلدان الأخرى، حيث علمها طريقة تحضير بعض الكيفيات التي كانت تجهلها في السابق. وأضافت ربة بيت أخرى بأن هذه المواقع أصبحت بمثابة مرجع لاهتماماتها وانشغالاتها، حيث تعلمت بفضلها إعداد كيفيات وأكلات لعائلتها. كما أن بعض الموظفات أصبحن يتصفحن مواقع فنون الطبخ في مكان عملهن بحثا عن بعض الوصفات، لانعدام الوقت في المنزل. وفي هذا الصدد تقول سهام موظفة بإحدى الشركات إنه بالرغم من انشغالها في العمل منذ الساعة الثامنة إلى الرابعة مساءً، إلا أنها تخصص ساعة من وقتها في الإبحار داخل عالم الأنترنت لانتقاء بعض الكيفيات من مختلف مطابخ العالم. من جهتها، تحدثت سيدة أخرى تعمل بإحدى مستشفيات العاصمة على أنها من أشد المدمنات على فن الطبخ وخاصة الحلويات، حيث أصبحت هذه الأخيرة تتقن طهي العديد من المأكولات بفضل مساعدة الأنترنت، مضيفة بأنها زوجها يحب التنويع في الأكل. ولايقتصر تصفح بعض المواقع على السيدات وربات البيوت المثقفات فقط، بل حتى اللواتي لا يجدن القراءة والكتابة يطلبن من أولادهن أوبناتهن تصفح بعض المواقع، بحثا عن كيفيات ووصفات جديدة خاصة في المواسم والأعياد. لأن النت يحفظ السرّ وبالرغم من وجود بعض السلبيات في بعض المواقع الإلكترونية، إلا أن لها إيجابيات كثيرة في عدة ميادين خاصة في المجال الصحي، حيث أصبحت طبيب العائلة ومستشارا تلجأ إليه في أي شيء تحتار فيه. وفي هذا الصدد تقول السيدة نعيمة، إنها تقوم بمعالجة ابنها بواسطة الأنترنت دون اللجوء إلى الطبيب في بعض الأحيان عن طريق قراءتها لبعض الطرق والأساليب في كيفية معالجة بعض الأمراض. وترى السيدة (ص.خ) بأن مواقع الصحة تعطيها المجال لمعرفة أمور تهم أسرتها وكيفية تحضير الغذاء الصحي وغيرها من الأشياء. وهناك من السيدات من تخجل عن الحديث في مواضيع شخصية تتعلق بعلاقتها الزوجية، وبالتالي تلجأ إلى الأنترنت لإرضاء فضولها في الإجابة عن بعض التساؤلات التي تخجل المرأة من طرحها لشخص آخر بحكم مجتمعنا المحافظ. وعليه، تقول سيدة متزوجة حديثا بأنها تخجل من الحديث مع الناس في بعض المواضيع التي لها صلة بحياتها الزوجية وطريقة التعامل مع زوجها. في بيتهم نافذة على العالم وعلى صعيد آخر، أصبحت الأنترنت اليوم تساعد المرأة في ترتيب بيتها وتغيير ديكور منزلها وإضافة لمسات عليه وهذا بفضل بعض الصور والأمثلة والنماذج الخاصة بفن الديكور. وفي هذا الإطار، تقول إحدى السيدات التي تحدثنا إليها بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة بأنها من المترددات على الأنترنت، وبالأخص المواقع التي تهم عالم المرأة، حيث قامت بتغيير غرفة الضيوف دون اللجوء إلى مصمم ديكور أو آخر، بواسطة تصفحها لبعض مواقع الديكور. وأردفت سهام البالغة من العمر 35 سنة، متزوجة بأنها تقوم بتصفح المواقع النسائية الإلكترونية التي تخص الديكور والأثاث. تلبسن على ذوق الأنترنت تتابع الفتيات والسيدات عبر المواقع الإلكترونية كل ما يتعلق بعالم المرأة، كأحدث صيحات الموضة والحلاقة والألبسة وغيرها من الأمور التي تزيد من جمالها وأنوثتها، على حد تعبير حياة البالغة من العمر 25 سنة. وأضافت سيدة أخرى بأنها تقوم بتجريب بعض وصفات الجمال، حيث جربت عدة خلطات طبيعية لنضارة البشرة، دون الذهاب إلى أخصائي تجميل. لقد بات الأنترنت ينافس بالفعل أهم جهات الاستشارات على اختلاف نزوعها، مع أن مواقع الأنترنت قد تشمل مع سمينها الغث أيضا وعلى المرأة الواعية أن تحسن التصفيف.