أجمعت الآراء الغربيّة المصاحبة لسقوط نظام مبارك على أيدي شباب التحرير، على الإشادة بقدرة الثورة على "إسقاط الديكتاتور"، ووجه الكثير من زعماء العالم تحيّتهم للشعب المصري. وقد رحبت الدول الغربية بتنحي مبارك، لكنها بدت حذرة بشأن تطورات الوضع في مصر بينما عبرت روسيا عن أملها في إجراء انتخابات شرعية ودعت الصين إلى عودة "الاستقرار" بسرعة ودعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، إلى إجراء انتخابات شرعية واحترام الحريات الدينية في مصر، وذلك غداة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وفي بكين، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية السبت أن الصين تأمل في عودة "الاستقرار والنظام العام في أسرع وقت ممكن" إلى مصر. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما صرح بعد ساعات على استقالة مبارك أن مصر "لن تعود أبدا كما كانت" داعيا الجيش المصري الى ضمان عملية انتقالية "تتصف بالصدقية" نحو الديموقراطية. من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن "الشعب المصري اسمع صوته وخصوصا الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم"، داعيا الى "عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية". أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، فقد رحب بقرار مبارك معبرا عن ثقته بأن مصر ستبقى "قوة للاستقرار والأمن" في المنطقة. ورأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن مبارك "استمع لصوت الشعب" مما يفتح الطريق امام "إصلاحات أوسع واعمق". من جهتها رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه "تغيير تاريخي" داعية النظام المصري المقبل إلى احترام "أمن إسرائيل" ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية التي عبرت عن أملها في أن تكون الفترة الانتقالية التي بدأت في مصر هادئة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه "يجب التقدم بتجاه حكومة مدنية وديمقراطية" في مصر. وأشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار "الشجاع والضروري" الذي اتخذه مبارك وعبر عن أمله في أن تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات "حرة وشفافة" تسمح بمجيء مؤسسات ديمقراطية. ودعت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث إلى "عملية انتقالية سريعة وسلمية" إلى الديمقراطية بينما قال نظيرها السويدي كارل بيلت أن "ما سيجري الآن سيكون حاسما للامكانات الديمقراطية في مصر". ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني ايسبرسن "بالقرار السليم" الذي اتخذه الرئيس داعية القيادة الجديدة للبلاد إلى "مد اليد" إلى المعارضة. وأمل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن "تتواصل العملية الانتقالية (في مصر) في شكل سلمي ومنظم"، معتبرا استقالة مبارك "تطورا مهما للشعب المصري وتطلعاته الديمقراطية المشروعة". وأعربت الحكومة البرازيلية عن تضامنها مع الشعب المصري داعية إلى انتقال سياسي "في أجواء من السلام والهدوء". ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المصريين إلى "التفاهم الوطني" و"المسؤولية"، معتبرا أن "عملية إرساء الديمقراطية" بعد استقالة مبارك ستكون "صعبة وشاقة". هذا وقد أعلنت سويسرا تجميدا "فوريا" لحسابات حسني مبارك والقريبين منه في الاتحاد ولمدة ثلاث سنوات لتجنب أي احتمال "لاختلاس ممتلكات للدولة المصرية". من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في رسالة على موقع تويتر "نهنىء الشعب المصري، ونأمل أن تبصر النور حكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري". من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للامن القومي الإيراني سعيد جليلي أن سقوط الرئيس المصري يؤكد "فشل الولاياتالمتحدة والصهيونية في المنطقة". وأضاف أن "مبارك وداعميه الأمريكيين سمعوا صوت الشعب المصري متأخرين 30 عاما".