اعتبرت عدة جهات دولية خطوة الرئيس حسني مبارك بالتنحي إيجابية، وتصب في مصلحة الشعب المصري الذي قال كلمته بعد اعتصام دام 18 يوما، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى انتقال شفاف ومنظم وسلمي للسلطة في مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك رضوخا لمطالب المحتجين، مضيفا في بيان ألقاه على الصحافيين إنه يريد أن يرى انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في مصر تؤدي إلى إرساء حكم مدني مبكر. ورحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار مبارك ''الشجاع والضروري'' بالتنحي، معربا عن الأمل في أن تنظم السلطات المصرية الجديدة انتخابات ''حرة وشفافة'' تنبثق عنها مؤسسات ديمقراطية. وقالت كاثرين آشتون، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنها تحترم قرار الرئيس المصري بالتخلي عن السلطة، ودعت إلى الحوار من أجل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وأضافت في بيان أن الاتحاد الأوروبي يشاطر الشعب المصري هدفه في انتقال منظم إلى الديمقراطية وفي إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر، وأن قرار مبارك بالتخلي عن السلطة كان تجاوبا مع صوت الشعب المصري، وفتح الطريق أمام إصلاحات أسرع وأعمق. وشددت على أنه من المهم الآن أن يتم الإسراع بحوار يقود إلى حكومة موسعة تحترم تطلعات الشعب المصري وتحقق له الاستقرار. من جانبها، رحبت ألمانيا على لسان المستشارة أنجيلا ميركل باستقالة مبارك باعتبارها تشكل ''تحولا تاريخيا''، ودعت مصر إلى احترام معاهدة السلام مع إسرائيل. بينما قالت الجارة اللدودة إسرائيل على لسان مسؤول كبير فيها أن بلاده تأمل ألا يحدث تخلي مبارك عن السلطة تغييرا في علاقاتها السلمية مع القاهرة. وقال المسؤول إنه من السابق لأوانه توقع كيف سيؤثر التنحي على الأمور، مضيفاً أنه يأمل أن يحدث التغيير إلى الديمقراطية في مصر دون عنف وأن تبقى اتفاقية السلام. أما التونسيون الذين قادوا ثورة التغيير في بلادهم والإطاحة بالرئيس قبل شهر، فقد احتفلوا في وسط العاصمة بعد دقائق من إعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك بحسب مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية. وعلت أبواق السيارات في العاصمة التونسية بعدما أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تنحي الرئيس المصري، وتعالت صيحات الفرح في شارع الحبيب بورفيبة الذي شكل معقلاً للتظاهرات التي أدت إلى الإطاحة ببن علي، وسارعت مجموعات عدة إلى الرقص مع إعلان خبر تنحي مبارك. وفي قطاع غزة خرج المواطنون في مسيرات عفوية، وسمع دوي إطلاق الرصاص بكثافة في الهواء، إضافة إلى أصوات أبواق السيارات، احتفالا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك مساء أول أمس. أما الحكومة القطرية فقالت إنها تعتبر انتقال السلطة في مصر إلى مجلس عسكري خطوة إيجابية مهمة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في الديمقراطية والإصلاح والحياة الكريمة. فيما اعتبرت إيران أن المصريين حققوا ''انتصارا عظيما'' بعد إعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك تحت ضغط التظاهرات.