يتناول قادة التحالف الرئاسي في قمتهم المقرر عقدها اليوم بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، المبادرة السياسية لحركة مجتمع السلم الخاصة بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى المسيرة التي نظمتها التنسيقية الأربعاء الماضي، وكذا قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة قال الناطق الرسمي لحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، في اتصال معه، إن اللقاء يعقد بمناسبة الذكرى الثامنة لميلاد التحالف الرئاسي، وسيخصص لتسليط الضوء على عدة نقاط، لكن سيتم التركيز على المستجدات التي ميزت الساحة الوطنية مؤخرا، والمبادرة التي اقترحتها حركة مجتمع السلم على أحزاب التحالف، على ضوء الاحتجاجات التي انطلقت خلال شهر جانفي. وأضاف محمد جمعة أن قادة التحالف سيتسلمون جميع التعليقات والملاحظات التي سجلها فوج العمل المكون من خمسة إطارات عن كل حزب، أي 15 عضوا، حول جميع النقاط التي وردت في المبادرة، والمتصلة في مجملها برفع حالة الطوارئ، فتح المجال السياسي، فتح الإعلام أمام جميع أطياف المعارضة، تحسين الظروف الاجتماعية للمواطنين والاهتمام أكثر بمطالب الشغل، السوق الموازية والسكن وغيرها من المطالب الأخرى التي تضمنتها وثيقة حمس، التي وجهت لجميع التشكيلات السياسية والتنظيمات النقابية وأرباب العمل ورئاسة الحكومة والجمهورية وشخصيات وطنية. أما النقطة الثانية التي سيتناولها القادة الثلاثة في اجتماعهم، فتتصل بالإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء، والقرارات الهامة التي أقدم عليها رئيس الجمهورية، بداية بطلبه لإجراء ترتيبات قانونية لإزالة حالة الطوارئ التي طبقت طيلة 19 سنة كاملة، فضلا عن التدابير الأخرى المتصلة بالسكن والشغل ومحاربة البطالة، وإزالة العراقيل البيروقراطية أمام أصحاب المشاريع. وسوف لن يغفل قادة التحالف، حسب ممثل حمس، المسيرة الفاشلة التي قامت بها التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية، السبت الماضي، وأهم أسباب عدم تعاطي الشارع معها، خاصة من فئة الشباب التي أظهرت رفضا لها وخيبت بذلك كل تقديرات وتوقعات منظميها، خاصة وأن هناك مسيرة مرتقبة السبت المقبل المصادف لتاريخ 19 فيفري المقبل، هذا زيادة على التطورات التي ميزت تونس ومصر وتوجت بإسقاط النظامين وإحلال الديمقراطية. وقال أبوجرة سلطاني، في تصريح ل”الفجر”، إن هناك خمسة أسئلة كبرى في المبادرة سيدرسها أعضاء التحالف، تم الإجماع على أربعة منها، هي رفع حالة الطوارئ، التشغيل، فتح المجال السياسي، والإعلامي، باستثناء اختلافهم حول الرزنامة الزمنية لتطبيق هذه النقاط. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أبوجرة كان قد أكد في تصريح سابق ل”الفجر” أن رفع حالة الطوارئ سيكون يوم 19 فيفري المقبل، تزامنا مع اليوم الوطني للشهيد. من جهته، أكد الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني، عيسى قاسة، في اتصال مع الجريدة، أن الاجتماع الخاص بقادة التحالف سيكون مغلقا، وسيتناول عدة نقاط تشرح الأوضاع الراهنة وأهم الحلول المتخذة والنظرة المستقبلية للأوضاع، وسيتوج ببيان مشترك لما اتفق عليه من نقاط. كما سيتم أيضا تحديد تاريخ عقد الندوة الوطنية لإطارات التحالف، وهي الندوة التي ستخصص لتناول العديد من القضايا المطروحة والرد على الحملات الفرنسية المغرضة الخاصة بتمجيد الاستعمار الفرنسي، تزامنا مع الذكرى الخمسين للاستقلال، خاصة وأن فرنسا تحضر للاحتفالات في بلادها لتمجيد الاستعمار وإظهاره في صورة أنها قامت بعمل حضاري وأدخلت الحضارة على تلك الشعوب وأخرجتها من الجهل والظلمات التي كانت فيه.