قال محمد حنيشاد، الحارس السابق ومدرب حراس المرمى في اتحاد الحراش حاليا، إنه لا يوافق الطرح القائل أن هناك أزمة حراس مرمى في الجزائر ما يؤثر على المنتخب الوطني الأول. مضيفا أنه يرفض فكرة انتقاد أي حارس بسبب هفوة ارتكبها في وقت يجب تدعيمه معنويا. وفي هذا الحوار الذي أجرته “الفجر” مع حانيشاد تكلم عن العديد من الأمور المتعلقة بحارس المرمى مع اقتراب موعد اللقاء الحاسم للمنتخب الوطني ضد المغرب، لا يزال منصب حراسة المرمى يشغل حيزا كبيرا من اهتمامات الطاقم الفني للخضر، هل ترى أن الجزائر تعاني من نقص في الحراس الأكفاء؟ لا أظن ذلك إطلاقا، هناك العديد من الحراس الأكفاء أنجبتهم وتنجبهم الجزائر، ولقد رأينا في السنوات الماضية مساهمة العديد منهم في إنجازات “الخضر”، على غرار ڤاواوي في تصفيات المونديال، وشاوشي في لقاء أم درمان، كما أن هناك العديد من الأسماء الجيدة حاليا قادرة على تمثيل المنتخب. لكن مشكلة الحراس الجزائريين هي عدم ثبات المستوى، حيث يقدمون تارة لقاءات رائعة ومميزة، ليرتكبوا في لقاءات أخرى أخطاء فادحة تتسبب في تحقيق نتيجة سلبية، كخطأ شاوشي أمام سلوفينيا؟ أظن أن خطأ شاوشي أمام سلوفينيا لم يكن خطأ عاديا، نظرا لأنه كان في منافسة كبيرة ككأس العالم تتطلب تركيزا كبيرا، لكنني شخصيا لا أحب أن أنتقده، نظرا لأنه في وقت سابق كان يعتبر بطلا وطنيا ليتحول إلى فريسة للانتقادات اللاذعة، و هو ما لا يخدم الحارس معنويا، حيث يزيد الضغط عليه. فيما يخص الحراس الآخرين المرشحين لتدعيم “الخضر”، هناك العديد من الأسماء كدوخة وأوسرير وسيديريك بالإضافة لزيماموش، في حين يعاني الحارس مبولحي والمرشح ليكون الحارس الأساسي من غياب المنافسة، هل سيؤدي هذا إلى خلق منافسة جديدة للظفر بمكانة أساسية لحراسة مرمى “الخضر”؟ من المؤسف أن نرى المرشح لحراسة مرمى الأفناك دون منافسة منذ عدة شهور وهو ما لا يخدم الفريق الوطني، حيث يقل تركيز حارس المرمى بقلة اللقاءات، ومن الممكن أن تكون الفرصة مواتية لبعض الأسماء لحجز مكانها على غرار أوسرير الذي مثل الفريق الوطني لثلاث سنوات، ولم تمنح له الفرصة إلا في مواجهة وحيدة، رغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها. هناك أيضا الحارس دوخة الذي تشرف عليه في الحراش، يبدو أنه لم يستغل الظهور الأول له مع المحليين أمام التشاد، وارتكب هفوة تسببت في هدف الخصم؟ لا يمكن أن نحكم على حارس مرمى من خلال مشاركة وحيدة، لأن الحراس في حاجة للعب العديد من اللقاءات للاندماج مع الفريق، فلا يكفي لقاء أو اثنين لحصول التفاهم اللازم بين الحارس والمدافعين الذين لم يعتد اللعب بجوارهم. هناك حارس مرمى آخر كان يتوقع له أن يحقق تألقا كبيرا مع الفريق الوطني، بعدما برز نجمه مع شبيبة القبائل في كأس إفريقيا، وهو عسلة، لكن وبشكل غريب تراجع أداؤه، وفقد حتى مكانه في ناديه، بماذا تفسر ذلك؟ أنا أعتقد أن عسلة كان ولا زال حارسا مميزا وسيكون له مستقبل واعد. الغريب أنه بمجرد أن يرتكب الحارس خطأ معينا، ينقلب الجميع ضده، ويكون الحل السهل في تغييره وإجلاسه على الدكة، وهو خطأ كبير، فحتى أحسن الحراس في العالم يرتكبون أخطاء تكلف خسارة فرقهم كالحارس الإسباني كاسياس، لكن المدرب يجدد الثقة فيه من أجل تدارك ذلك، وتقديم مستوى أفضل. ولماذا حارس المرمى ينتقد أكثر من البقية؟ كما تعلم فإن حارس المرمى يمثل 50 بالمئة من الفريق، لكن للأسف في الجزائر فإن الحارس هو نصف الفريق فقط عند الخسارة، أما في حال تحقيق الانتصار، فيكون الحديث عن المهاجمين الذين يضيعون العديد من الفرص، قبل تسجيل هدف وحيد يكون كافيا لنيل كل المديح. وما هي المواصفات الأساسية التي ترى أنها يجب أن تتوفر في حارس المرمى؟ بالإضافة إلى الموهبة، يجب أن يتمتع حارس المرمى بشخصية قوية وثقة عالية في النفس، حيث أعتبر الثقة من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على حراس المرمى في اللقاءات. وكيف يستطيع الحراس اكتساب هذه الثقة، هل هذا يدخل ضمن إعداد الحارس منذ الصغر أو هناك أسباب أخرى تؤدي إلى كسب الثقة اللازمة؟ الثقة لا تعود إلى الصغر بقدر ما يكتسبها الحارس بفضل لعب لقاءات كثيرة، فكلما كان حارس المرمى أكثر مشاركة في المباريات كسب أكثر ثقة. هناك سؤال آخر، في الكثير من الفرق في العالم، يكون الحارس البديل في الفريق كبيرا في السن، لماذا ذلك؟ أكيد، فأغلب الفرق العالمية القوية التي تربطها عدة التزامات توفر حارسا بديلا ذا خبرة قادر على تعويض الحارس الأساسي في حال غيابه. فالحارس الشاب يجب أن يكون قد لعب لقاءات كثيرة ليضمن جاهزيته، والبديل يجب أن يكون جاهزا في أي وقت، لذا تعمل الأندية على الارتباط بحارس ذي خبرة لديه الجاهزية لتعويض الحارس الأول في أي وقت.