أمنيتي الوحيدة أن أؤدي فريضة الحج يتحدث الحارس السابق للمنتخب الوطني ومدرب الحراس الحالي لفريق إتحاد الحراش، محمد حنيشاد، عن حراس البطولة الوطنية ومن يرشحهم للتألق هذا الموسم، كما يعود إلى فريقه وأهدافه، وتحدث عن مشوار الخضر وكذا عدة نقاط خاصة تطالعونها في هذا الحوار. كيف يقضي حنيشاد أيام رمضان الفضيل هذا العام؟ ككل جزائري، لا أنهض باكرا وأفضّل البقاء في البيت ولا أخرج إلا إذا تطلب الأمر ذلك، أما في المساء فأؤدّي صلاة التراويح وبعدها أتنقل إلى التدريبات ما دام أننا نتدرب خلال السهرة. الظاهر أن رمضان "يغلبك"؟ لا بالعكس إلا في اليومين الأول والثاني وبعدها "خلاص" تصبح الأمور عندي عادية جدا، بدأت أكبر والمسؤولية ازدادت ورمضان تغير مقارنة بالسنوات الماضية. وما هي الأكلة المفضلة لديك في هذا الشهر العظيم؟ في رمضان "شربة فريك"، أما في بقية السنة فعادة أتناول الوجبات الغذائية الرياضية على غرار "السكالوب" وبقية المأكولات. وكيف تسير الأمور داخل الإتحاد؟ عادٍ جدا، كما يعلم الجميع فإن الصفراء انطلقت مبكرا في عملية التحضيرات بعد عملية انتدابات استغرقت بعض الوقت، الكل ينتظرنا هذا الموسم لأن الإدارة وضعت هدف اللقب بعد احتلالنا المرتبة الخامسة الموسم الفارط، خاصة أنه لا أحد كان ينتظر منا احتلال هذه المرتبة. من كلامك نفهم أن الحراش فاجأت الجميع الموسم الماضي وتريد إعادة نفس السيناريو؟ و لما لا، الموسم الماضي الجميع وضعنا من بين الفرق النازلة إلى القسم الثاني، لكن الميدان كشف العكس وكنا من بين أحسن الفرق التي تقدم نسوجا كروية جميلة وعليه نستحق المرتبة التي احتليناها. هذا الموسم الأمر مختلف خاصة في ظل مغادرة ألمع العناصر، فهل الصفراء قادرة على الوصول إلى الهدف؟ الفريق لم يتغير كثيرا، صحيح هناك لاعبين "clés" غادروا النادي ومن الصعب تغييرهم، لكن الميزة في الحراش أن الخلَف موجود لكن ليس بنفس الحجم .. في كرة القدم كل موسم ترى لاعبين جدد يظهرون في البطولة وهناك لاعبون آخرون يختفون وآخرون يعودون إلى مستواهم وعليه لا يجب الحكم على اللاعبين الجدد من الآن. بما أنك تحدثت عن هذا الموضوع من هو اللاعب الذي تراه قادرا على العودة بقوة والبروز في الصفراء هذا الموسم؟ واثق من شيء واحد وهو أن المهاجم سفيان حنيستار سيؤكد هذا الموسم وأرشحه لنيل لقب هداف البطولة، إلا أنه بحاجة إلى دعم الأنصار، كما أنتظر بروز كايتا، والمستقدم الجديد لڤرع، والشابان زهير بن عياش، وأمين طواهري، أما في بقية النوادي فإن كل فريق مرشح لأن يبرز فيه بعض اللاعبين. لكنك لم تتحدث عن الحراس خاصة ليمان الذي يرى الكثيرون أن له مستقبلا واعدا؟ كنت سأتطرق إلى قضية الحراس، فليمان سيكون له شأن كبير هذا الموسم، هذا الشاب عرف معاناة كبيرة خلال الموسمين الماضيين بسبب الإصابة التي تعرض لها في المرحلة التحضيرية، وهو يملك مؤهلات كبيرة وأنا مع الذين يرون بأن هذا الحارس الشاب له مستقبل كبير وسيكون حارسا للمنتخب الوطني مستقبلا، وذلك إذا لقي الرعاية اللازمة، لكن هناك نقطة يجب أن أتحدث عنها .. ما هي؟ هناك الحارس عز الدين دوخة، الذي قدّم مستوى جيدا في مرحلة العودة من الموسم الماضي، ونظرا لاقترابي من هذا الحارس، فإني أرشح دوخة للاحتراف خلال المواسم المقبلة، لأنه لا يزال شابا وذلك رغم المعاناة التي عرفها خلال بداية مشواره. الكل تحدث على وجود أزمة حراس في الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة، هل أنت مع هذا الرأي أم لديك رأي آخر؟ الإشكال غير مطروح من هذه الزاوية، بل هناك حراس لكن لا يوجد استقرار ولا يوجد متابعة أيضا، أنا أرى الأمور من زاوية أخرى، لأن هناك حراس ضيعوا مستقبلهم بسبب قرارات مُجحفة في حقهم، وآخرون العكس، على غرار الحارس عسلة، الذي حسب رأيي، ضيّع الموسم الماضي ولم يظهر بالوجه الذي كان منتظرا منه. يعني أن عسلة ضيّع موسمه؟ أجل والقرار الذي اتخذه باللعب في صفوف الشبية القبائلية هذا الموسم قرار صائب وسيفجر طاقاته مع الكناري .. حارس المرمى ليس مثل اللاعب لأنه إذا ضيّع موسما يصعب عليه العودة بسهولة، خاصة إذا بقي في نفس المحيط الذي تسبب في إحباطه وتدهور مستواه. هل تنتظر منافسة قوية بين الحراس هذا الموسم؟ وأكثر من المواسم الماضية، لأن حارسا مثل زماموش، يوجد أمام تحدّ كبير وثأر بعد حرمانه من المشاركة في المونديال، فمن الصعب الخروج مما حدث لهذا الحارس؛ ودوخة لم يكن معروفا لكن بعد مرحلة العودة التي أدى خلالها مقابلات كبيرة كسب ثقة في النفس وسيكون له شأن كبير وينافس بقية الحراس، ولا يجب نسيان مروان عبدوني أيضا. هل مازلت تأمل في عودة عبدوني إلى المنتخب الوطني بعد كل الذي حدث له؟ بطبيعة الحال، هذا الحارس له موهبة كبيرة وأعلم أنه يريد الذهاب بعيدا والعودة إلى المنتخب أظن أن الأداء الذي قدمه الموسم الماضي يرشحه للعودة والتألق والنجومية عكس بقية الحراس على غرار حارس إتحاد البليدة لوناس ڤاواوي. لماذا ڤاواوي بالذات؟ ڤاواوي يبحث على الاستقرار ولا تنسى أنه غيّر في الخمس سنوات الأخيرة 5 نوادٍ كاملة، وهذا كثير و"ماشي مليحة ليه" خاصة أنه يوجد في نهاية مشواره، ولا أظن أنه يستطيع منافسة الحراس الآخرين الذين ذكرتهم من قبل. كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحارس شاوشي، إذ أن هناك من قال بأنه تعرض لمؤامرة والبعض الآخر يرى أن العقوبة مستحقة، فما هو رأيك أنت كمدرب للحراس وحارس سابق في الخضر لهذه القضية؟ شاوشي حارس كبير وتعرضه للعقوبة الآن غير منطقي، كان يجب معاقبته قبل المونديال، ولم يكن من الحق إبعاده بسبب خطأ، لأن ذلك سيؤثّر عليه كثيرا وهو لا يزال شابا ولا يزال له الكثير من الأشياء التي يجب أن يتعلمها .. من غير المعقول أن يصبح شاوشي من بطل أم درمان إلى لا شيء، الأمور تتشابه على مستوى حراسة مرمى الخضر. ماذا تعني الأمور تتشابه؟ شاوشي ظهر في المنتخب بعد حصول ڤاواوي على بطاقة صفراء ثالثة، وظهور مبولحي جاء بعد خطأ من شاوشي، هذا قصدته، كل واحد حصل على فرصته باستثناء أوسرير، الذي لم يتحصل على فرصته وفي ال4 سنوات التي لعبها مع المنتخب خاض خلالها على ما أظن مقابلة واحدة وهي غير كافية تماما للحكم على مستواه. هل ترى أن شاوشي سيعود إلى مستواه في ظل بروز مبولحي؟ بكل تأكيد، شاوشي لديه إمكانات تسمح له بالعودة ومنافسة مبولحي أو أي حارس آخر وسيبقى من بين أحسن الحراس في الجزائر، أرى أن الإشكال من جهة أخرى. هل من توضيح أكثر؟ أظن أن الخلل بسيط، لأن مدرب الحراس عليه الاقتراب أكثر من حراسه وعليه أن يكون ظلهم ويتابع أمورهم، يوم اللقاء يجب أن يعرف في الصباح مدى استعداد حارسه وهل سيؤدي مقابلة كبيرة .. شاوشي لو كان محاطا بعناية جيدة لكان قدم مونديالا في المستوى. من كلامك نفهم أنك لم تتقبل تغيير شاوشي بمبولحي؟ لا أبدا، مبولحي حدث له ما حدث لشاوشي وڤاواوي، هذا الحارس أدى مقابلتين في المستوى، وفي الجزائر في رمشة عين تصبح الحارس الأول والعكس في أوروبا أين يتم اختيار الحارس الإول وفق معايير. بصراحة من هو الحارس الذي ضيّع مستقبله ويستحق اللعب في الخضر؟ هشام ميزاير، الذي حسب رأيي ضيّع مستقبله نظرا للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها ولولا العقوبة التي تعرض لها لعاد إلى صفوف المنتخب الوطني من الباب الواسع. لكن رغم فنياتك ضيّعت مشوارا كبيرا، وهل يوجد هناك فرق بين تلك الفترة وهذه الفترة؟ عندما كنت حارسا في المنتخب الوطني كان هناك حراس في المستوى لكن تمكنت من التألق ولولا قضية كاروف لكنا أدينا مشوارا جيدا في كأس إفريقيا 2004. الخضر تنتظرهم مقابلة هامة أمام تنزانيا في 3 سبتمبر الداخل، فكيف سيكون التحضير لها بعد الخسارة أمام الغابون وديا؟ مقابلة تنزانيا عادية جدا، وخسارة الغابون جاءت في وقتها حسب رأيي، وأظن أن اللاعبين المحترفين قدموا إلى الجزائر بنيّة الاحتفال بالعرس وليس للعب مقابلة في كرة القدم، اللاعب عليه أن يضع في ذهنه أنه لعب المونديال وعليه أن يقدم الأحسن والفريق الذي يلعب ضدك يريد قهرك، كل لقاء يجب أن يعطوه أهمية سواء ودية كانت أو رسمية. المعطيات ستتغير بعد تغيير ملعب 5 جويلية وتفادي الضغط، فهل هذا عامل سيساعد اللاعبين أم سينعكس عليهم سلبا؟ لو كنت تملك فريقا كبيرا فإن أي ملعب يناسبك، لا أظن أن فكرة تغيير الملعب راجعة إلى الضغط ما دام أن لاعبينا يلعبون في بطولات أوروبية أين يكون هناك ضغط شديد، لكن حسب رأيي المسألة تعود إلى المدرب الوطني، لأن الضغط في ملعب 5 جويلية هو نفسه في البليدة، ويجب تفهم المناصر ما دام أن الانتقادات جاءت بعد غياب الأداء الجيد. لكن اللاعبون لم يشتكوا من ملعب 5 جويلية؟ صحيح اللعب في 5 جويلية صعب وفي وقتنا كنا نلعب فوق أي ملعب، وأظن أن مسألة تغيير الملعب لا علاقة للاعبين به وتخص الطاقم الفني فقط، ما دام أن رفقاء مبولحي لم يتعرضوا لأي نوع من الضغوط، وملعب البليدة قد يتقبلوه لأن لديه نكهة خاصة ويعتبر فأل خير لأننا حققنا التأهل فوقه إلى المونديال. نتحدث عن ملعب البليدة ونسينا فريقها إتحاد البليدة، ما هو رأيك في تشكيلة هذا الموسم؟ بكل صراحة مشكل البليدة في محيطها، أعرف جيدا فريق مدينة الورود باعتباري مررت على النادي سواء كلاعب أو كمدرب، كما أن الإتحاد تعاقب عليه لاعبون ومدربون كبار على غرار خباطو وسعدي، لكن المشكل حسب رأيي في السنوات العشرة الأخيرة يبقى في غياب أشخاص يعرفون أبجديات الكرة "ما كانش اللّي يعرف البالون"، فقد أصبح كل من هبّ ودب يقوم باستقدام اللاعبين في البليدة، مثلا الموسم الفارط المسيرون استقدموا لاعبين لكن الجمهور شتم زعيم فقط، وهؤلاء ينسحبون خلال الموسم. المشكل إذن في محيط الرئيس زعيم؟ بطبيعة الحال، فمشكل إتحاد البليدة في محيط الرئيس زعيم، هذا الأخير بشر يخطئ ويصيب، لكن الأشخاص الموجودين حوله هم أسباب المشاكل في البليدة، وبسببهم تراجع مستوى النادي، وأصبح يلعب على تفادي السقوط خلال المواسم الأخيرة، ليبقى المناصر هو الذي يدفع الثمن. وما رأيك في أنصار البليدة؟ أنصار البليدة مثل الكواسر، حيث تجدهم دائما بجانب فريقهم وأوفياء له في كل الظروف سواء في السراء أو في الضراء، بدليل أن الإتحاد يلعب على تفادي السقوط ورغم ذلك المدرجات تكون دائما مملوءة. ما هي أمنيتك؟ أتمنى أن أؤدي فريضة الحج في أقرب وقت ممكن، وأن نتمكن من تأدية موسم أفضل من السابق مع إتحاد الحراش، خاصة وأننا نعمل كثيرا مع المدرب بوعلام شارف، كما أتمنى حظا موفقا لفريق إتحاد البليدة.