قال أبو جريرة عن التحالف أو التعالف الرئاسي “أيها التحالف، تجدّد أو تبدّد”، وهي الجملة ذاتها التي قالها الشاعر الجزائري عمر أزراج في قصيدة هجاء في الحزب الواحد منتصف الثمانينيات، وكلّفته ربع قرن من المنفى الاختياري في بريطانيا. وبما أن أبو جريرة لم ينسب حقوق التأليف للشاعر، فإنني سأسرق الجملة ذاتها مع شيء من التعديل وأقول ل”التعالف” الرئاسي :”أيها التحالف، تبدد أو تبدّد”؛ فالإصلاح المنشود - في اعتقادي - لابد أن يبدأ بتبدّد هذا الثالوث، وحلّه قبل حل البرلمان وتعديل الدستور.. لابد من التخلص من هذا التحالف الذي “يأكل فيه أبو جرة مع الذيب ويبكي مع الراعي” على رأي المثل الشعبي. التغيير؛ لا بد أن يبدأ من هنا، هذا إذا كانت هناك نيّة حقيقية للتغيير، بل لابد من الإسراع بالتغيير وفتح الطريق لقوى حقيقية بعيدا عن انتهازية أبو جرة وأمثاله، الذين استفادوا من مزايا السلطة، سرقوا ونهبوا وأصدروا لأنفسهم فتاوى تبيح سرقة المال العام، إذا كان الحاكم “كافرا” مثلما تدعي فتاوى بعض دعاة الحركة. أبو جرة ينتقد السلطة اليوم؛ محاولا الاستثمار في الأوضاع الراهنة، مع أنه وطيلة سنوات كان من رموز هذه السلطة باسم التحالف، ومسك حقائب وزارية كان من المفروض أن يساءل على ما فعل بها، قبل أن يتلون ويتحول إلى معارض متبنيا خطاب معارضة، خطاب بالٍ لم يعد ينطلي على أحد، فكل القرارات التي اتخذت باسم التحالف هي إذن قرارات باطلة وجب إعادة النظر فيها وفي من ساهم في بعثها، ولا حاجة لي أن أذكّر أن هذا الأبو جرّة، كان طرفا فيها وطرفا في المهازل المرتكبة خاصة في القطاعات التي تولتها وزارات حمسية. التغيير آت لا محالة؛ ولابد أن يشمل الجميع بمن فيهم الأحزاب الانتهازية التي “علفت” في التحالف واندلقت كروش رجالها، وكلامي يتجه مباشرة دون ترميز إلى زعيم حمس وأتباعه. والجزائري البسيط يعرف جيدا نفاق الأحزاب التي تتخفى وراء الدين، والتي لا يهمها من الحكم إلا الوصول إلى ضرع البقرة الحلوب والاستحواذ عليه. انكشفت اللعبة يا “بوقرة”، وشباب الفايس بوك ليس مغفلا لتتحايل عليه أو تتحدّث باسمه، يا من يسكن في محمية الصنوبر ويتباكى على مستقبل الشباب؟ التغيير آت؛ ولابد من الإسراع به لقطع الطريق على كل الانتهازيين، سواء كانوا في اليمين أم في اليسار، إسلاميون كانوا أو من التيار الوطني، وما حدث في تسعينيات القرن الماضي على يد الإسلاميين وغير الإسلاميين لن يتكرر مرة أخرى، وزمن الرُقية في قارورة ويسكي انتهت..