شرع الموّالون بصحراء مدينة الأبيض سيدي الشيخ وضواحيها في عملية جز صوف المواشي السنوية لتخليص الشاة من الصوف التي تتم خلال هذا الفصل على مرحلتين في شهر أبريل وثاني مرحلة استدراكية بداية شهر جوان. وستمس العملية قرابة مليوني وثمانين ألف شاة، حيث يقوم الموّالون بإعداد اللازم من الترتيبات والوسائل المادية واتخاذ كل الاحتياطيات تجنبا لأي طارئ، خصوصا ما تعلق بالأحوال الجوية التي تبقى هاجسا يؤرقهم مخافة تأثيرها على مواشيهم التي جزت. كما يغتنم الموّالون فرصة اعتدال الطقس للقيام بهذه العملية الضرورية سواء ما تعلق بسلامة المواشي أو استغلال هذه مادة “الصوف” وتسويقها لدى كبار التجار في عديد الصناعات التي تتزود بها الكثير من المصانع التي تنتعش تجارتها ويقبلون على شرائها، علما أن سعره يبقى مستقرا بين ستة آلاف وسبعة آلاف للقنطار، ولم يشهد زيادات جديرة بالذكر. غير أن من فوائد هذه الحملة وتداعياتها توفير فرص الاسترزاق سواء العمال المختصين الذين يغتنمون الفرصة لكسب المال، هذا فضلا عن ازدهار حرفة شحذ المقاص الذي صار عملا يجد إقبالا كونه يعد وسيلة ضرورية لا مناص منها للكسب، ولا سبيل للاستغناء عنه.كما انتشرت هذه المهنة في الأسواق الأسبوعية في كامل الفضاءات هذه الأيام بكثرة نظرا لتواجد من يعنيهم، ولا يجد الراغب في الحصول علي الخدمة صعوبة نيل مبتغاه وحتى إجراء التجارب فهو ميسر بوجود الماشية، كما أن هذه الحرفة الموسمية تدر أموالا على ممارسيها الذين لجأوا في غياب الكهرباء إلى محركات من النوع المستعمل في السقي والوسائل البسيطة لضمان دخل أوفر في هذه الفترة.