ما رأي الشرع في من يكتم العلم؟ السؤال: ما جزاء من كتم علماً علّمه الله له سواء كان علماً من علوم الدين أو الدنيا؟ إذا كان نشر العلم من أهم الفروض الإسلامية، فإن من كتم علماً أوجب الله سبحانه وتعالى بيانه للناس إنسان خائن في أمانته لم يؤد واجبه الذي أنيط به وفرض عليه وطُلب منه وإنسان على هذا النحو مفرط في حق دينه مقصّر في حق أمته ملعون من الله والملائكة والناس أجمعين قال تعالى “إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون” حكم هذه الآية شامل لكل من كتم علماً نافعاً من علوم الدين أو الدنيا كما ورد عن عبد الله بن عمر ومرفوعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار” حديث صحيح. وحقاً أغرى الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة بنشر العلم ورغبها في بيانه وتوضيحه وإبلاغه أنه صلى الله عليه وسلم يدعو لمن يقوم بذلك بالبهاء والنضارة والجمال الحسن والنعمة والزينة ومن كان كذلك غبطه الناس وتمنوا مكانة مثل مكانته وشرفاً مثل شرفه. روى الإمام الترمذي في الحسن الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “نضّر الله إمرأ سمع منا شيئاً فبلّغه سمعه فرُبّ مبلّغ أوعى من سامع”.