اعتبر الجناح السياسي في التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية “سي أن سي دي”، أن الناشط والمناضل في الحركة الديمقراطية الاجتماعية، أحمد كومي، تعرض لاغتيال سياسي، “يراد منه تحذير كل المناضلين والداعين إلى تغيير النظام في الجزائر، ويستهدف بصفة خاصة التنسيقية”، لثنيها عن مواصلة نضالها في الساحة السياسية، وتوقعت في هذا السياق، عودة الاغتيالات السياسية لكبح الموجة الداعية إلى التغيير السياسي. ومع أن الحركة الديمقراطية الاجتماعية “أمدياس”، لم تعبر عن موقفها من “مقتل” مناضلها أحمد كرومي، في بيانها الصادر أول أمس، فور اكتشاف جثته بمقر الحزب في وهران، إلا أن الجناح السياسي في تنسيقية التغيير، صنفه في خانة الاغتيال السياسي، الذي “يستهدف التنسيقية ذاتها في محاولة لكبحها عن مواصلة” ما تعتبره “نضالا من أجل التغيير الجذري في نظام الحكم القائم”، كون الضحية عضوا بارزا فيها وناشطا فاعلا في حقوق الإنسان، ومن دعاة التغيير السياسي. ورجحت التنسيقية في ندوة صحفية عقدتها أمس، بفندق سوفيتال بالعاصمة، عودة الاغتيالات السياسية في هذه المرحلة، وقالت عضو في التنسيقية ومناضلة في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن “اغتيال كرومي هو اغتيال سياسي، ورسالة موجهة لنا لتكسيرنا، ونحن نرد عليها بأننا لن نتراجع أو نتوقف عن المطالبة بتغيير النظام، تغييرا جذريا وبطريقة سلمية”. ودعت التنسيقية على لسان الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، علي يحيى عبد النور، رئيس الجمهورية للتخلي عن منصبه، بسبب “مرضه تطبيقا للمادة 88 من الدستور التي تنص على استخلاف الرئيس في حالة تعرضه لمرض خطير”، وتولي رئيس مجلس الأمة المنصب، وتنظيم انتخابات في أجل 45 يوما. وعاد الجناح السياسي في التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، إلى مشروع أرضيته السياسية التي طرحها شهر مارس المنقضي، ففي غياب التجاوب السياسي معها، قرر الجناح إعلانها رسميا أمام الرأي العام والصحافة الوطنية، في ندوتها الصحفية بسوفيتال، إلى حد أنه قام بقراءتها باللغتين العربية والفرنسية و أيضا بالأمازيغية، وجددت دعوتها إلى الفعاليات السياسية التي تتفق معها حول المقترحات السياسية التي تتضمنها الأرضية للانضمام إليها، لكن هذا الإعلان لم يتم في حضور شخصيات وطنية وسفراء، كما كانت قد أعلنته التنسيقية في اجتماعها الأخير، الأمر الذي فسرته ل”الفجر”، على أنه “لا يمكن أن توجه دعوات فردية لأحزاب أو شخصيات وطنية، لأن الدعوة مفتوحة”. ودافع أعضاء التنسيقية عن ما بات يعرف ب”المسيرات السبتية”، معتبرين أنها ناجحة وأنها كانت الدافع لتحرك عمال مختلف القطاعات للمطالبة بحقوقهم المهنية وكذلك الطلبة، فمسيرة السبت بإجماع أعضاء التنسيقية “كسرت جدار الصمت وشجعت العمال على الخروج إلى الشارع”، وفي اعتقادهم ستتحول المطالب المهنية القطاعية إلى مطالب سياسية آجلا أم عاجلا، وستتوحد الاحتجاجات في القريب العاجل، بخروج كل المواطنين إلى الشارع للمطالبة بتغير النظام تغييرا جذريا. وفي السياق، جددت التنسيقية تمسكها بخيار “المسيرات السبتية”، مشددة على أنها لم تفشل أبدا في استقطاب المواطنين للمشاركة فيها، بل الذي يحدث بالنسبة لها، هو “حالة قمع من قبل قوات الشرطة مرفوقة بالحملة الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون الجزائري”. ومن جهة أخرى، فسرت التنسيقية غياب زعيم الأرسيدي سعيد سعدي، عن المسيرات السبتية، بأنه يعود إلى ارتباطات حزبية وهو غياب يعوضه إطارات الحزب بمشاركتهم الدائمة فيها، كما رفضت التنسيقية اختصار مسيراتها في شخص سعدي.