خلّفت الاضطرابات الجوية بالبيض، خلال الأربعة أيام المنصرمة، حصيلة أكثر من 100 منكوب وقتيل واحد وثلاثة جرحى، علاوة على غلق أربعة طرق وانهيار الجدار الواقي الجديد لوادي البيّض وكذا انهيارات متفاوتة لعشرات المساكن. كما فضحت الأمطار التي تساقطت على ولاية البيّض مرة أخرى، نوعية التهيئة وتسببت في كوارث لا تحصى للمواطنين، ففي حصيلة أولية ومؤقتة، ولمرة جديدة جرف وادي الديغمة بالقرب من دائرة الشلالة، عسكريا كان على متن سيارته الخاصة كما أصيب اثنين من مرافقيه نقلا إلى مستشفى محمد بوضياف بالبيّض في حالة خطيرة، كما تسبب انهيار سقف بحي وادي الفران في إصابة سيدة. ونتيجة الأمطار الرعدية غير المسبوقة أخرجت السيول العشرات من سكان وادي الفران والفدائيين والقرابة، إلى الشارع لساعات طويلة، بعد أن غمرت المياه مساكنهم. وقال بعض سكان المنطقة ل”الفجر”، إن تدخل عناصر الحماية المدنية الذي كان في وقته لم يغير شيئا لأن هؤلاء العناصر مثلما يقول السكان يفتقدون لوسائل النجدة والتدخل. وعلمت “الفجر” من مصادر قريبة من خلية النجدة بالولاية أن مصالح الحماية المدنية تدخلت لأكثر من ثمانين مرة لإنقاذ المواطنين بالأحياء الشعبية. وكادت الأوضاع أن تخرج عن السيطرة لولا تدخل عناصر الشرطة لتهدئة الخواطر بكل من حي وادي الفران والقرابة. ويتمنى المنكوبون “الجدد/القدامى” أن تكون هذه الكارثة نهاية مرحلة معاناتهم مع الفيضانات التي أصبحت تخرجهم من مساكنهم كلما تساقطت الأمطار، ويتمنون أن تكون لجان المعاينة الثلاث التي بدأت تشتغل نهار أمس آخر لجنة التحقيق في حياتهم ومع معاناتهم. في سياق متصل، كشفت الأمطار التي تساقطت في الأيام الماضية عن مدى الغش الذي اعتمدته مقاولة الأشغال التي أوكلت لها عملية إنجاز الجدران الواقية من فيضانات وادي البيض، حيث انهارت أجزاء كبيرة منها رغم أنها كلفت خزينة الدولة أكثر من 147 مليار سنتيم. وجدير بالذكر أن ذات المشروع لم يمر على إنجازه أكثر من سنتين حتى عرف انهيارا لأزيد من 20 مترا طوليا رغم أن كمية الأمطار المتهاطلة لم تكن غزيرة. والغريب في الأمر أن جدارا واقيا مماثلا بني بالحجارة في العهد الاستعماري - سنة 1931 - متواجدا غير بعيد عن نفس المشروع، بقي على حاله صامدا ولم يعرف أي اهتراء وهي المفارقة التي تثير أكثر من استفهام.