دعا الزعيم السوداني المعارض حسن الترابي إلى تغيير شامل للنظام السياسي في السودان، وقال “نريد ديمقراطية وتغييراً حقيقياً لا مجرد الحوار الذي جربناه من قبل”. تصريحات الترابي جاءت بعد ساعات من إفراج السلطات السودانية عنه، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من اعتقاله. وكانت قوات الأمن قبضت على الترابي و8 آخرين من مسؤولي حزبه يوم الثامن عشر من جانفي الماضي، إثر دعوته السياسيين إلى ثورة شعبية، إذا لم تعالج الأوضاع الاقتصادية وتحل الكثير من المشكلات التي تعاني منها البلاد. وقال الترابي عقب إطلاق سراحه “لم يخبرني أحد بسبب اعتقالي. كما أنهم لم يخبروني اليوم لماذا أطلقوا سراحي؟ وهذا هو حال مثل هذه الأنظمة، بل إنه لم يتحدث معي أحد حول أي من القضايا”. وأضاف “أدعو الشعب السوداني للثورة ضد الفساد، فالثورات الآن في البلاد العربية والشعب السوداني ليس أقل من هذه الشعوب، كما أن الأوضاع في السودان أسوأ من هذه البلاد”. وقال إن “التغيير في السودان لن يكون سلمياً”، ثم أضاف “لن يكون مشابهاً لما حدث في مصر وتونس” اللتين شهدتا حركات احتجاج شعبية واسعة أنهت نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وكانت السلطات السودانية اعتقلت الترابي منتصف جانفي الماضي بعد أن دعا للثورة السودانية، وقال إنها إن حدثت ستكون دموية. والترابي هو الأب الشرعي للانقلاب الذي أوصل الإسلاميين بقيادة الرئيس حسن البشير للحكم في جوان 1989، واختلف الترابي مع البشير في عام 1999 بعد عشر سنوات كان يعتقد خلالها بأنه من يدير دفة الحكم فعلياً من خلف الكواليس. وعقب اختلافه مع البشير أسس حزب المؤتمر الشعبي المعارض، وصار أكثر المعارضين السودانيين شراسة في مواجهة حكومة البشير التي أدخلته للسجن 6 مرات خلال 10 سنوات.