اعتقلت السلطات السودانية زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي من منزله، وذلك بعد تهديد المعارضة بالثورة الشعبية إذا لم تتراجع الخرطوم عن زيادات في الأسعار. وقد اعتقلت قوات الأمن -إضافة إلى الترابي- خمسة آخرين بينهم أمين سياسات الحزب الأمين عبد الرازق وتاج الدين بانقا مدير مكتب الترابي. وحسب نجل الترابي فإن قوات الأمن اقتادت الزعيم الإسلامي إلى جهة غير معلومة، رغم أن هذه الأجهزة قالت إن الترابي مطلوب لجهاز الأمن. وكانت المعارضة قد دعت الشعب السوداني إلى مقاومة زيادات الأسعار التي فرضتها الحكومة مؤخرا على عدد من السلع، مطالبة بوقف الإنفاق الحكومي على أجهزة الأمن والدفاع والشرطة والأجهزة الإدارية المتضخمة. واتهمت المعارضة البرلمان بموالاة الحكومة، مشيرة إلى أنه أثبت حقيقة أنه لا يمثل الشعب ولا يدري شيئا عن معاناته وآلامه و"الخير كل الخير أن يحل ويرحل". وربطت المعارضة السودانية في مؤتمر صحفي مؤخرا حل الأزمة التي تعاني منها البلاد بذهاب الحكومة الحالية بزعامة حزب المؤتمر الوطني وتشكيل حكومة قومية متفق عليها بين كافة ألوان الطيف السياسي في السودان. وجاء اعتقال الترابي بعد يوم من إدلائه بتصريحات قال فيها إن شمال السودان مهيأ لثورة شبيهة بتلك التي حصلت في تونس. ووردت التصريحات في مقابلة أجرتها وكالة الصحافة الفرنسية مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي الذي قال إنه إذا فشل الرئيس عمر البشير في تقاسم السلطة مع المعارضة في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، فإن ذلك سيؤدي إلى "شلال دماء" في البلاد. وأضاف الترابي أن "ما حصل في تونس هو تذكير، وأن ذلك مرشح للحصول في السودان"، وأنه سيكون هناك "الكثير من إراقة الدماء"، مشيرا إلى أن السلاح موجود في جميع أنحاء البلاد. وأوضح أنه "سيكون في المدن انتفاضات شعبية، أما في دارفور وكردفان فإن السلاح موجود"، مشيرا إلى أنه في حال حصول انتفاضة في السودان سيكون إقليم دارفور –الواقع غربي البلاد- فاعلا فيها.