أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، أنه تطرق في مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري لمجموعة ال8 حول المتاجرة بالمخدرات بباريس إلى مسألة الربط بين المتاجرة بالمخدرات والإرهاب موضحا أن “أحد الأروقة المفضلة لعبور الكوكايين موجود على طول رواق يقع على حافة حدودنا بمنطقة الساحل التي تمتد على مسافة تفوق 1000 كلم مع مالي والنيجر”، وقال إنه انطلاقا من هذا الرواق تتحرك الجماعات الإرهابية والإجرامية. أضاف الوزير “لقد أطلعت الرئاسة الفرنسية لمجموعة ال8 بأن هذه المتاجرة ساعدت هذه الجماعات على جني أموال طائلة سمحت لها بتعزيز تواجدها في هذه المنطقة وتحسين قدرتها العسكرية وتكثيف حركتها”، موضحا أن الهدف الأساسي لهذه الجماعات الإرهابية التابعة لشبكة القاعدة في المغرب الإسلامي، هو “زعزعة استقرار الجزائر”. وأشار دحو ولد قابلية إلى أنه “قد تم أخذ بعين الاعتبار ما قلته بشأن قيام الجماعات الإرهابية المتمركزة في المنطقة بتوسيع نطاق نشاطاتها ليشمل كذلك تهريب السيارات والأسلحة والأشخاص واستغلال المهاجرين، وكذا اختطاف الأجانب من أجل الحصول على فديات أو من أجل ممارسة ضغوطات سياسية على دول الرعايا المختطفين”، وقال إنه “عندما تحدثت عن هذا الرواق على مستوى حدودنا، شرحت أننا كنا جد منشغلين بهذا الأمر إلى درجة أننا أجبرنا على تطبيق مخطط لتعزيز حدودنا عن طريق وسائل مادية جديدة”، وأضاف أن الحدود الشرقية للوطن “أضحت جبهة مفتوحة بعد انسحاب القوات الليبية التي التحقت بالجزء الشمالي، ونحن اليوم مجبرون على حماية أنفسنا من أجل منع أي تسلل للإرهابيين على مستوى حدودنا”. في معرض حديثه عن التعاون في المجال المخابراتي بين فرنساوالجزائر، أشار الوزير إلى أنه قد التقى خلال زيارته هذه إلى فرنسا بمسؤول عن مصالح الأمن بوزارة الداخلية الفرنسية، مؤكدا على المستوى “الممتاز” للعلاقات القائمة بين الجزائروفرنسا، وأوضح بأن ممثل مخابرات الولاياتالمتحدةبالجزائر، قد أكد له بدوره “الطابع البناء” للعلاقات القائمة بين مصالح الأمن الجزائرية والأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب. وكشف وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، عن انشغال الجزائر بدخول “كميات كبيرة” من القنب الهندي إلى أراضيها، مشيرا إلى حجز 64 طنا من القنب الهندي سنويا في الجزائر، والى “الآثار السلبية على الشباب الجزائري والاقتصاد الوطني” لهذه الآفة. وأوضح خلال لقاء مع الصحافة الجزائرية، مساء أول أمس، أن حضور الجزائر في هذا الاجتماع لم يكن “أكيدا”، لأن الأمر يتعلق “باجتماع وزاري للدول الأعضاء بمجموعة الثماني المعنية مباشرة بموضوع الندوة”، كما أن الجزائر غير معنية “لا بالطابع العابر للأطلسي ولا بالكوكايين”، مشيرا إلى أنه أوضح لأعضاء مجموعة ال8، أن الجزائر “ليست بلدا منتجا للكوكايين ولا بلد عبور لهذا النوع من المخدرات، وأنها ليست بلد استهلاك للكوكايين التي يعتبر وجودها ضئيلا إن لم نقل منعدما في الجزائر”، وأضاف أن “الجزائر معنية بنوع آخر من المخدرات، ألا وهي القنب الهندي الذي استبعد من النقاش في البداية والذي تمكنا من إدراجه كعنصر في الملف بفضل حنكة سفيرتنا بفيينا”.