بدأت احتفالات العيد السنوي للفراولة بمدينة سكيكدة، التي اكتست حلة حمراء على مستوى أسواقها ولافتات محلات الحلوى بأجود أنواعها، إذ تعتبر سكيكدة المنتج الأول وطنيا لفاكهة الفراولة نوع “روسيكادا”، وهي من أحسن وأجود أصناف الفراولة عالميا نظرا لطعمها المميز واللذيذ ورائحتها العطرة. انطلقت الاحتفالات من حي 20 أوت إلى ساحة الحرية وصنعت محلات الحلويات ديكورا جميلا، كانت الفراولة تتصدّر واجهاتها التي خطفت أنظار عشاق هذه الفاكهة من مختلف جهات الوطن، ليتفنن صانعو الحلويات في تقديمها بأشكال مختلفة في مظهرها وبطعم متميز. ففراولة سكيكدة تضم أنواعا متعددة، روسكادا، وتويوڤا، ودوڤلاس، وتنتج بمزارع أعالي سطورة وعين الزويت وتمالوس، إذ تقدّر المساحة المزروعة بمنطقتي سطورة وعين الزويت بحوالي 150 هكتار، وبحقول قرى عين الشرايع وسيدي منصور وفاخت بأعالي تمالوس قدّرت بما يقارب 250 هكتار. والملاحظ أن هذه المساحة التي أحصتها المصالح الفلاحية، في وقت سابق، عرفت تزايدا لجملة من الأسباب، فنبتة الفراولة التي دخلت سكيكدة منذ سنة 1920 تأقلمت بشكل إيجابي مع الظروف المناخية التي تتميز بها الولاية، كما حافظت على خصائصها الوراثية. ولعل ما ميز الأصناف المنتجة بسكيكدة ك”روسيكادا” هو غنى هذا النوع بالسكر وقلة نسبة حامض الستريك فيه عند النضج، كما يتميز عن الأصناف الأخرى بحجمه المتوسط، فيبدو منظره جميلا، لكنه لا يتحمل مشاق النقل، وتتراوح مدة تخزينه من يوم إلى يومين. كما تنتج مزارع وحقول سكيكدة أنواعا أخرى منها: تويوڤا ودوڤلاس. وما ميزهما خلوهما من التعطير وكذا ارتفاع نسبة الحموضة فيهما حتى أثناء النضج، وكذا كبر حجمهما ومظهرهما الجميل. وحتى إن اختلفت الأنواع والأحجام والمذاق، فإن التسمية تبقى القاسم المشترك. ولأن زراعة الفراولة غير مكلفة وسهلة مقارنة بمزروعات أخرى، أخذ سكان الأرياف يهتمون بزراعتها ومضاعفة المساحات المزروعة مطلع كل موسم فلاحي، بل حتى من قبل المسؤولين المحليين فراحوا يقيمون لها الأعياد، على غرار ما دأبت على تنظيمه بلدية سكيكدة منذ سنوات في النصف الثاني من شهر ماي من كل سنة، وهو شهر نضج توت الأرض، أما أسعارها فلم تتجاوز 100 دج. وفي ندوة صحفية عقدتها لجنة الحفلات لبلدية سكيكدة منظمة التظاهرة أبدت مساعيها لجعل هذا العيد وطنيا تتكفل به وزارة الثقافة للمحافظة على الموروث الفلكلوري لبلادنا. وتتوقع المصالح الفلاحية على مستوى الولاية المعنية بشؤون الفراولة بجني أكثر من 25 ألف قنطار في مساحة مزروعة تفوق 500 هكتار، تتربع مدينة تمالوس على أكثر من النصف بالنسبة للمساحة المزروعة والإنتاج. كما ستشهد الاحتفالات تنظيم سهرات فنية من تنشيط أبناء روسيكادا الذين سيغنون لمدينتهم، كسليم الشاوي وعبدو السكيكدي، بساحة أول نوفمبر 54.