وسط نشوة جماهيرية عارمة، استقبلت سكيكدة الشهيرة بكنية (روسيكادا) نسبة إلى الفراولة اللذيذة، ما يربو عن 445منتجا لهذه الفاكهة، بينهم 60حرفيا قدموا من جهات مختلفة من البلاد لعرض منتجات تقليدية متألقة بطعم الفراولة فحسب. وتشتهر ولاية سكيكدة بكونها عاصمة للفراولة ذات النوعية الجيدة التي ذاع صيتها في الجزائر والعالم، ما جعلها ترسّم مهرجان الفراولة كعيد سنوي، حيث تواظب على احتضان المحفل أواخر شهر ماي من كل عام، وتتخذ هذه التظاهرة شكل ورشة ضخمة يتنافس فيها منتجو الفراولة على ابتكار جمالياتهم في تصنيع الحلوى وإبداع كوكتيلات من الديكور الشائق، كما يلتقي حرفيو الفرولة هناك للتعارف فيما بينهم وتنظيم أنفسهم في جمعيات لنقل انشغالاتهم وتسهيل الاتصال بغية التشاور حول أنجع السبل التي تساعد على تطوير وترقية هذا النوع من الإنتاج الزراعي، وستنظم على هامش هذه التظاهرة مسابقة لأحسن وأوفر منتوج للفراولة، سيُعلن عن نتائجها في ختام هذه الفعاليات الجمعة القادم. وتشهد أروقة المهرجان، تفنن جمهور المنتجين -بينهم نساء كثيرات- في استعراض منتجاتهم من الفراولة المحلية، ويجنح الحرفيون إلى إعداد الحلوى والمرطبات اعتمادا على الفراولة، ما حوّل سكيكدة إلى مشتلة بهيجة المظهر والطعم، متباهية بثلاثة أنواع:''روسيكادا'' أو (المكركبة) مثلما يفضل السكان المحليون تسميتها، بالإضافة إلى ''تويوقا'' و''دوقلاس''، مع الإشارة أنّ هذه الأصناف غنية بمادة السكر وتمتاز بتباين نسب الحموضة فيها، وينفرد كل واحدة منها بحجمها الخاص عند بلوغها أوجّ النضج، لكن المفارقة تكمن في أنّه رغم كل هذا المخزون الثري بالفراولة، إلاّ أنّ أسعار الأخيرة لا تزال باهظة وليس بمقدور الكثيرين اقتناءها، ويكتفي هؤلاء بالنظر إليها والتقاط صور للتذكار ليس إلاّ. وتقول مصادر محلية إنّ نبتة الفراولة تميزت بها منطقة سكيكدة منذ عشرينيات القرن الماضي، وتحديدا العام 1920م على يد شخص ايطالي، وأسهم عامل البساطة التي تطبع زراعة الفراولة، طالما أنّ هذه الأخيرة سهلة مقارنة بمزروعات أخرى، في رواج هذه الزراعة في المناطق السهبية والجبلية على حد سواء، سيما بعد نقل شتلات منها وغرسها في مناطق متعددة من الجزائر. وسجل إنتاج الفراولة بمنطقة سكيكدة هذا العام تطورا ملحوظا، إذ اتسعت المساحة المخصصة لزراعة هذه الفاكهة إلى 362 هكتارا، ما انعكس إيجابا على الإنتاج المحلي من الفراولة الذي بلغ هذا الموسم 870,20 قنطارا.