انطلقت الإحتفالات بالعيد السنوي للفرولة لمدينة سكيكدة، الذي سيمتد على مدار ثلاثة أيام، حيث بدأت هذه تغزو أسواقها بكميات معتبرة بنوعية جيدة.. إذ تعتبر سكيكدة المنتج الأول وطنيا لفاكهة الفراولة نوع “روسيكادا”، وهي من أحسن وأجود أصناف الفرولة عالميا نظرا لطعمها المميز واللذيذ ورائحتها العطرة. ساحة الحرية، أوما يطلق عليه هناك “ليزاركاد” إلى فضاء نشط على وقع الطبول، حيث كانت قبلة للوافدين تجولوا بين المحلات لاقتناء الفراولة أو كعكة “الفراز” التي تعدت شهرتها حدود الوطن فجلبت لها أشقاء من دول عربية، على غرار تونس، وكذا الأجانب المقيمين هناك كالصينيين والأوكرانيين العاملين في مشاريع البناء. كما صنعت محلات الحلويات بسكيكدة، ديكورا جميلا، أين كانت الفراولة تتصدر واجهاتها التي خطفت أنظار عشاق هذه الفاكهة من مختلف جهات الوطن، ليتفنن صانعو الحلويات في تقديمها بأشكال مختلفة في مظهرها و بطعم لذيذ. ففراولة سكيكدة تضم أنواعا متعددة روسكادا وتويوقا ودوڤلاس، وتنتج بمزارع أعالي سطورة وعين الزويت وتمالوس، إذ تقدر المساحة المزروعة بمنطقتي سطورة وعين الزويت بحوالي 150 هكتار، وبحقول قرى عين الشرايع وسيدي منصور وفاخت بأعالي تمالوس قدرت بما يقارب 250 هكتار. والملاحظ أن هذه المساحة التي أحصتها المصالح الفلاحية في وقت سابق، عرفت تزايدا لجملة من الأسباب، فنبتة الفراولة التي دخلت سكيكدة منذ سنة 1920 تأقلمت بشكل إيجابي مع الظروف المناخية التي تتميز بها الولاية، كما حافظت على خصائصها الوراثية. ولعل ما ميز الصنوف المنتجة بسكيكدة ك”روسيكادا” هو غنى هذا النوع بالسكر وقلة نسبة حامض الستريك فيه عند النضج، كما يتميز عن الأصناف الأخرى بحجمه المتوسط، فيبدو منظره جميلا.. لكنه لا يتحمل مشاق النقل، وتتراوح مدة تخزينه من يوم إلى يومين. كما تنتج مزارع وحقول سكيكدة أنواعا أخرى منها: تويوڤا ودوڤلاس.. وما ميز هذين الصنفين عن الصنف المحلي روسيكادا خلوهما من التعطير وكذا ارتفاع نسبة الحموضة فيهما حتى أثناء النضج، وكذا كبر حجمهما ومظهرهما الجميل. وحتى إن اختلفت الأنواع والأحجام والمذاق، فإن التسمية تبقى القاسم المشترك . ولأن زراعة الفراولة غير مكلفة وسهلة مقارنة بمزروعات أخرى من صنف الخضروات أو الفواكه. أخذ سكان الأرياف يهتمون بزراعتها ومضاعفة المساحات المزروعة مطلع كل موسم فلاحي، بل بدأ الاهتمام بها حتى من قبل المسؤولين المحليين فراحوا يقيمون لها الأعياد. على غرار ما دأبت على تنظيمه بلدية سكيكدة منذ سنوات في النصف الثاني من شهر ماي، وكذا ما بادرت إلى تنظيمه بلدية تمالوس احتفاء بعيد الفراولة على مدار موسمين اثنين خلال النصف الثاني من نفس الشهر، وهو شهر نضج توت الأرض التي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه هذه الأيام بأسواق تمالوس وسكيكدة ما بين 100 و120دج. وتتوقع المصالح الفلاحية على مستوى الولاية المختصة بشؤون الفراولة بجني أكثر من 25 ألف قنطار في مساحة مزروعة تفوق 500 هكتار، تتربع مدينة تمالوس على أكثر من النصف بالنسبة للمساحة المزروعة والإنتاج.. وستخصص جوائز قيمة لأحسن منتوج للفراولة، وأحسن “طورطة” بالفراولة، كما ستنظم، خلال هذه التظاهرة، العديد من العروض المسرحية والحفلات الساهرة بمشاركة العديد من المطربين الشباب.